في ليلة رأس السنة ....بقلم زنداني التهامي/ اليمن




لا أُحِبُ الغيومَ التي لا تُبللني بالمطر..
هكذا قلتُ للغيمةِ المستحيلةِ في بالِ هذا الترابِ العنيفِ بأعماقِ ذاتي..
وعدتُ إلى غرفتي باسما بانتصاري و رتبتُ وحدي الوسائدَ و الأغنياتِ،
نفضتُ (ملايةَ)
 هذا السرير الوحيد،
تفقدتُ (مُوسَى الحلاقة)،
أنهيتُ كيَّ الملابسِ و الأمنياتِ،
و بليتُ دِقْنِي و شاربيَ الطفلَ كي أُنهي منه القليلَ من الليلِ،
إني في كل يومين أقرأهُ ب(ماكينةٍ) لا تخافُ السوادَ..
أعدتُ قراءةَ وجهي وغازلتُهُ و ضَحِكْتُ..
وأمسكتُ مِنْشَفَةً و دخلتُ إلى (الدُّشِ) مبتسما رغم بردِ الشتاءِ..
وعدتُ إلى غرفتي مثلَ كلِ العصافيرِ ببللها مطرُ الليلِ..
أعرفُ أنَّ غدا سيكون بدايةَ عامٍ جديدٍ
لذا لم أزلْ أتذكرُ جدا وصيةَ أمي
ففي كل عيدٍ تقولُ:
عليكَ بأرْشَفَةِ الأمسِ
كي تنهضَ الصبحَ مُبْتَسِما، فالصباحُ هو اللحظةُ البِكْرُ في بالِ آلهةِ الأرضِ
فيها يُغني الإلهُ كثيرا
و أنت ستنهضُ مُبْتَسِما و تُشارِكُهُ في الغناءِ..
تذكرتُ أمي حين تقول بحبٍ غزير لسمعِ أبي في بدايةِ كل السنينِ التي لم يُكدرها بينهم قلقٌ واحدٌ:
يا حبيبي لا بدَّ أن تقطفَ القاتَ(بدري)حتى يُتَابِعَ ربُ البداياتِ أرزاقَه للنهاية..
لذا لم (أُخَزِنْ) ب(قاتي) في ليلتي هذهِ
واكتفيتُ بتنشيفِ جسمي
وتَدْفِئتي إذ أنامُ وحيدا كحلمِ الرغيفِ بسكانِ أرصفةٍ جائعين..
تفقدتُ كلَ مواطنِ جسمي و نِمتُ سعيدا بلا أرقٍ كبقيةِ عمري
بلا تعبٍ من تحملِ كلَ شؤونِ الحياةِ و ترميمِ أسقفةَ الكونِ في كلِ ليلٍ...
و في الساعةِ الخمسِ قبلَ الشروقِ نهضتُ و أشعلتُ مصباحَ روحي و غنيتُ ثم ارتديتُ بلطفٍ ملابسَ عامي الجديدِ و رشيتُ عطري عليها و صرتُ أغني مع (وردةٍ) ثم (فيروز) ثم أخيرا مع رقصة ل(صباحٍ) بأغنيةٍ جننتني كثيرا..
ثم مشيتُ على رغبةٍ نحو غيمتي المستحيلةِ رغم استحالةِ ما أشتهي من مطر،
لا فرار لنا من يدِ الحبِ مهما تُعَكره عاصفات القدر...

زنداني التهامي
2020/1/1
في ليلة رأس السنة ....بقلم زنداني التهامي/ اليمن Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 03 يناير Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.