أقطن خارج رأسي .....بقلم هيثم الأمين / تونس
أقطن خارج رأسي
مذ صارت الذّكريات تسير بمحرّكات رباعيّة الدفعْ
مع عجلات ضخمة
و يقودها سائقون متهوّرون.
خارج رأسي، لا أحدَ يعرفُني.
و على صفحة المرآة،
كلّ ما يظهر لي، نقطة تعجّبْ!
أنام، خارج رأسي،
على الرصيف حيث تُباع علب السجائر المهرّبة، الفياغرا و حبّة الفيل الأزرق
كما تُباع، سرّا، شعارات جديدة و قصص حبّ مستعملة.
لا رغبة لي في أن أكون علبة سجائر
و لكن
ماذا لو كنت حبّة فياغرا
فيتناولني رجل خمسينيّ
ثمّ، بكامل مراهقته، يذهب لقضاء ليلة مع حبيبته العشرينيّة؟
حينها سيشكرني، كثيرا جدا، الرجل الخمسينيّ
و ستحبّني حبيبته العشرينيّة!
حسنا، ماذا لو كنت حبة الفيل الأزرق؟!
سيكون الأمر رائعا حتما
حين سأنقذ أحدهم من الحياة
و أنا أصوّر له الموت بألوان من فرح
فينتحر
و ينجو.
لا رغبة لي في أن أكون شعارا جديدا
و لكنّي، ربّما، لو كنت قصّة حبّ مستعملة
سأنقذ امرأة وحيدة من ضجرها
و قد أكون ملهما لشاعر مجهول
فيكتب مجموعة شعرية عنّي و يصير مشهورا.
حسنا، ربّما، يجبُ أن أعود، الآن، إلى داخل رأسي
فلا أحد، خارجه، يُصدّقني
...
أقطن خارج رأسي .....بقلم هيثم الأمين / تونس
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
07 فبراير
Rating:
ليست هناك تعليقات: