ليسَ لي ما أملُكُه الآنَ .....بقلم إسلام سلامه..مصر
ليسَ لي ما أملُكُه الآنَ
سوى هذهِ الأشياء:
الحزنُ بفحيحهِ الأسودِ
ولدغاتِهِ المتكررة.
الشتاءُ الذي ملأ رئتيَّ
وأوشكَ أن يُجمِّد أنفاسي.
اسمُكِ المعلقُ بعيدًا عنِّي
في سماءٍ
تسكبُ أزرقَ اللَّهِ وجلالَهُ
فوقَ عرشِهِ القديمِ هناكَ على البحر.
القصيدةُ التي كلَّما ضربني الشوقُ
قرأتُها مُرتَعِشًا كمحمومٍ
وحزينًا كدُميةٍ مخلوعةِ العينين.
ماءُ قُبلتِكِ الذي سَالَ من قبلُ
على شفتيَّ
ويتراءى الآنَ لي سرابًا
كلَّما رميتُ بصري
أقعُ في شِرَاكِه.
صدى صوتِك الذي يحدُونِي
عاشِقًا مُتعَبًا في الليلِ
ولا أعرفُ مصدرَهُ؛
صوتِك الذي كثيرًا ما
خاصرَ السواقي فيما مضى
وغنى لِي على أنغامِ صرِيرِ خشبِها.
أنا قصَّاصُ الأثرِ الذي يسيرُ الآنَ نحوكِ هكذا:
حارسًا لكثبانٍ رمليةٍ لا تنتهي.
رفيقًا لطيورٍ جارحةٍ وأشجارٍ شحيحةِ الظِّلِ.
حكاءً لا يحفظُ غيرَ أسطورتِكِ
ودائمًا ما يردِّدُها قبلَ أن ينام.
ضحيةً لفاجعةٍ لا ترتوي من دموعِهِ
ولا تشبَعُ من كبِدِه.
شاعرًا يوزِّعُ قصائِدَهُ للعابرينَ
ربَّمَا تَعَرْفَ أحدُهم عليكِ فيها
لو كنتي مرَرْتِ من أمامِهِ
فيُرشَدُه إليكِ.
قصَّاصُ الأثرِ الذي يحفظُ شكلَ خطواتِكِ
-عن ظهرِ قلبٍ من بينِ الآلافِ-
ويعرفُ كمْ هي ضروريةً
كنجمةٍ تقودُ الليلَ من يدِهِ
وشمسٍ تفتحُ شُبَاكَها
وتصبُّ النهارَ للعالَمِ.
قصَّاصُ الأثرِ الذي
لمْ يخشى في الصحراءِ أحدًا أبدًا
ولم يكره فيها شيئًا مُطلقًا
سوى الريحِ التي كنستْ آثارَكِ
وأفقدتْهُ مُهِمتَهُ
فلا سبيلَ أمامَهُ الآنَ ليتبَعَكِ
أو ليعودَ أدراجَهُ عاقلاً
مثلمَا كانَ
قبلَ جنونِهِ بكِ.
#إسلام_سلامة
ليسَ لي ما أملُكُه الآنَ .....بقلم إسلام سلامه..مصر
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
07 فبراير
Rating:
ليست هناك تعليقات: