نشيد آدم (من ٢١ حتى ٣٠ ) بقلم محمد آدم / مصر



[21]
أنا ابن الصدفة المدوخة واليقين الأعمي
أنا ابن الشهوة الراجفة والحنين المضلل
سنواتى
طافحةٌ بالشهوة وغاصةٌ بالأفاعى
أجزُّ علي أسنانى مثل حشرة قارضةٍ
وفى مهب الريح أتوقف
لأقضم فراغى المتسخ كثمرةٍ حامضةٍ
وها أنذا
أترك لروحى المتسخة أن تتفتت تحت أقدام المارة
وعابرى السبيل..!!




[22]
بلا هدفٍ
أواصل السير فى الظلمة
وأنكش العتمة
بأظافرى
وأخز الضمير بأنيابى
ألملم شباكي الطافحة بالشهوة وأضيف إليها خرائبى
وأحملها فوق ظهرى مكسوراً
وبلا متاعٍ
سوى صلصلة الأمعاء
سوف أقطع البحر
بفردى.


[23]
أبتنى موائدى المتآكلة على الحواف المتهدمة لهذا الغمر
من يكلِّل رأسى بالرماد
والشوك؟
من يزرع عاصفة روحى على الطرقات كالشك؟
من يمسك جنون نفسى التي تنفجر فى كل لحظةٍ إلى آلاف الشظايا؟
أنا الخالى من كل حكمةٍ
والعاطلُ عن كل إرادة
دورى أيتها السفن المفككة على أمواه البحار السبعة
والمحيطات اللانهائية
واعبرى حاجز الزمن مثل سمكةٍ
منافيةٍ.


[24]
كيف أكتب عن هذا الذى يزأر بداخلى ويعتملُ مثل أسد منجرحٍ؟
كيف أعبر تلك الصحراوات التى تتراءى أمامى وبلانهاىة؟
لم أتحدث سوى عن الزمن الذى ينطفىء مثل فقاعةٍ طائشةٍ لتصحنها أقدام
كل عابرى السبيل أنا العابر الأبدىُّ فى الفراغ الغويط ولا مصير لى
إلى أين أتجه أنا المتخبط الوحيد فى هذا الكون الشائه ولابوصلة لدىَّ ولا
رياح لسفنى - الخاوية - فتحملنى إلى جبلٍ عالٍ ليعصمني من الماء صُرتى
خاوية وفى جعبتى ترقد ملايين الأسئلة وعلى مقربة من روحى القلقة تعوى الكلابُ
الضالة وقطط الهواء المتربصة وبقسوةٍ هائلةٍ أتأبط حصير أيامى الجافة
وأرقد منزوع السلاح وبلا أملٍ خالص على بوابات نفسى العميانة يتكوم
العدم إلى ما لا نهايةٍ ومثل جيش من الأفاعي أهش على سلاحف الموت
المسننة هذه باحتقارٍ وتؤدةٍ كيف أمسك هذا الهواء الذى يعشش فى
مخيلتى كالوطاويط؟


[25]
أنا صورة الأشياء كلها
أنا الوردةوتلك الروح
 أنا الوجود المحض
والعدم
المحض
أنا صورة الحقيقة
وضراوة الشك المالح
أنا الصحراء المتوحشة
والندى الجارح
أنا فتنة النوم المدهشة وكوابيس اليقظة الجمة
وأنا...
أنا
سيد التناقضات
بلا منازعٍ
أنا الكائن المتناقض والمنسجم
فى آنٍ معا.






[26]
بداخلى يصرخ بوذا
فى أحشائى تولد حضاراتٌ مندثرةٌ وتستيقظ الروح كالدببةِ
فى كلماتى
ينشد زارا
أجهل ولا علم لي بالحقيقة
أين ينتهى الصدق
وأين يبدأ الكذب؟
ما هى خدع المنطق
وما هى نهاية الميتافيزيقا؟


[27]
يا أصدقائى - المنسيين - الذين ماتوا فى سنوات الصمت والصبر
سلاماً لكم من البحر
وسلاماً لكم من الريح والأرض سلاماً - لكم - من العالم ذى العينين المطفأتين
والنجوم الوهاجة وسلاماً لكم من كل شىٍء
وأى شىء.


[28]
سأشير إلى هذه الناحية من السماء
وسأتخلى كثيرا عن آنيتى المكسورة
وسألعب بالنوم واليقظة مثلما أودُّ
وألملم كوابيسى المتناثرة
فى بقجة خفيةٍ
من الضلال
والإثم
وأتبع هوائيات الضوء العابرة للقارات.


[29]
ليس هناك من لحظة واحدة لتسكن هذه الروح
لايوجد هنالك من زمن واحد خال من الألم والإثم
أينما سرت
وفى كل طريق
أبصر ما لا أرى
وأسمع ما لا أعرف
توكأت على أشجاري الجافَّة حتى احترقتُ
نزلت صوب برارى الشاسعة وما قبضت ولو على يقينٍ واحدٍ
أغرقت وديانى بالماء
- حتى اندحرت -
وما أرتويت
يا لهذا الألم الصخَّاب مثل سوسنة
يا لهذه الروح المذبوحة
مثل جبلٍ
مندكٍ.

                                [30]

كيف أتخلص من حجارة روحى التى تتكبكبُ؟
كيف أصرخ علي جبل نفسي المدنس؟
منذ سنوات وأنا أطارد خيالاتى الضارية هذه مثل حشرةٍ قارضةٍ
على موائدكم
الملآنة بخضار الروح أصرخ/
لا شىء يبعث من جديد
ولا شىء يموت إلى ما لا نهاية
كل ما كان
وما هو كائن
سوف يكون على ما كان.


نشيد آدم (من ٢١ حتى ٣٠ ) بقلم محمد آدم / مصر Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 22 فبراير Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.