لم كورونا هناك؟ لم أنا هنا؟..بقلم صدام الزيدي/ اليمن



يعود المحارب وتذهب الحمّى إلى الاندثار..
كيف خرجت سالما؟
ما الذي قلته لرأسي طوال الأمسيات العصيبة؟ كيف كان الأثير مشوّشاً؟
كيف كتبت موتي في آخر بوست نشرته قبل العاصفة؟: "ربّاه.. ها قد يبست الروح، ضمّني إليك"...
لم كورونا هناك؟ ولم الحمّى هنا؟
ما شأني أنا إذ كتبت شعرا صدر في 2010، يشير إلى "موتي قبل الوباء الكبير"....؟
كيف استقبلت أسعد الجبوري في السماء الـ11 ولم تكن هنالك سماء؟ حين أراد أن يسألني اندلعت لوحة إعلانات هلاميّة، وفي السياق: "هذا شاعر مغمور لم يعد من الأرض بعد"!!!
كيف تذكرت أحبّة بعدد الأصابع: حاتم الصكر، أحمد الفلاحي، أنطوان شلحت، عبد الفتاح بن حمودة، عبد الباري طاهر؟....
كيف لم أهاتف أمي البعيدة، لكي لا تفزع من هول ما أنا فيه؟
كيف استطاعت زوجتي وابنتيّ النضال من أجلي والسهر حتى الصباح، بينما لم يزرني أحد عدا ابن عمي الطيب عبد السلام، يسوعنا الجميل..... حاملا الدواء والسموات بين يديه....
كيف تعثرت مادة عرض لكتاب صديقي أمارجي، رغم اكتمالها إلا من لمسة أخيرة، أنجزتها قبل قليل ودفعت بها إلى الياهو؟

لم القات الآن بطعم "الديزل"؟
لم فمي مبتلُّ بملاريا من مدفونات الطفل الذي انسلخ عن جلدي وفتح نافذة على مغارة المرض في ليل القرية، عندما شربة ماء واحدة من يد أمي حينذاك، تعيدني إلى جاهزية الجنون والكتابة والانصهار مجددا في المستقبل؟

حتى وإن عادت الملاريا:
- في القلب رعشة دفء،
- في الروح الصفحة الزرقاء...

تباً كورونا:
- ظننتك اقتحمت ضلوعي أيها المرعب الكبير

اعتراف خطير:
- مع أنني بأعالي الجبال ومطارات البلاد مغلقة، والعزلة قدرنا اليمني الأجمل؛ لو كان في اليمن حتى حالة "كورونا" واحدة،
لكنت توهمت إنه أنا// الحمد لله

***
لم كورونا هناك؟  لم أنا هنا؟
#صدام
18 مارس/ آذار 2020
لم كورونا هناك؟ لم أنا هنا؟..بقلم صدام الزيدي/ اليمن Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 18 مارس Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.