يقلقني الشعر و نصوص أخرى..بقلم أحمد الحسن سوريا
يقلقني الشعر
حين لا يتسع لحزنك
وهو الرحب.
ها قد ضاقت بحوره
وفاض على جنباتها وجع الوحدة،
ووحشة العمر
ينزلق من العيون والملامح العميقة.
منهكة أنت اليوم
وقد أرخت الهموم أحمالها على الروح.
منهكة أنت اليوم
وأنت تتحسسين بأصابع مرتجفة
شامةً شاخت فجاة اذ باغتها الخريف.
الانتظار بلا لهفة اليوم
لم تعد الستائر رسائل شوق البعيد،
ولا القصائد
تلك المساحة للمواعيد،
بعد أن تيقنتِ أنه لم يكن ذاك الذي تهلينَ له إذ يهلُّ مبتسماً
سوى ظل رجل آخر
ظلاً لاروح فيه لتضرمك
لم يخنك الشعر يوماً
لكن ماذا يفعل بخيبتك
إن كان من أحببتِ
من جليد.
_____________________
لأن صرختي الأولى
كانت امتحان حياة
لم أرسم يوماً العالم جميلاً
جئته بأظافرَ تُمزقُ الخيبات
طرقت أبوابه الموصدة، فتحت نوافذ للضوء
وفي المساء
لففت بعض أحلامي المتوقدة
اشعلتها سجائر
والأخرى كانت ذاك الضوء تهتدي به نساء كثيرات،
يفترشنها في ليلهن،، ويرخين
رؤوسهن عليها وسائد
تضمّدُ جراح خيبات المخادع الباردة
لم أنتظر الزمن
يرخي بظله القاتم على خطوي السريع
لأرقص رقصتي الاخيرة
لم أدع قلبي رهينَ العابر،
لا ولم
أختلف انا وحدسي يوماً
كنا نُدجِّنُ الوهمَ حين نراه في عيون الاخرين.
لأن صرختي الأولى
أعلنتها برزخ عبور لأراقص ، بهمة الفتى النابض بالحياة،
عالماً آيلاً إلى زوال،
لم أراهن على ماء بسلال.
صرختي الأولى
لم تكن سوى نداء للحياة،،
تنزّهنتْ من دنس الوهم بالمتع الزائلة،
كانت إيقاعاً
لمراقصتي ،على خيط رفيع، اللحظة المأهولة بالحلم،
تصوغه همةٌ
لا رجاء.
---------------------------------
لم أكن يوما كما تشتهون
ربما صدفة عابرة
قذفت بي....
لتروني ذاك النتوء
المخل بمخمل مشاعركم
وأناقتكم
ورتابة الانسجام
وأنتم تعدون لصباحاتكم فنجان القهوة
بهال يليق بالمقام...
ولمساءاتكم كؤوس الخمر
وأغنيات الغرام.
وتتقنون رواية الأحاديث
وتختارون الكلام
فأنا الضالع في الشذوذ
القادم إليكم من هوامش الحياة
ربما....
وربما من القاع...
الذي لم يعرف الرياء .
------------------------------
من أردانها قبل أن تنام
كانت وانا أضع رأسي
على ركبتها
تقطر في اذني الكلام
بني هل غفوت ؟
هل فتشت جيوبك؟
هل ربطت الجراب على السر؟
هل بحت لامرأة في النهار......
حين أخذتك بعيدا .....؟
هل نقضت الوصايا العشر؟
كم اوصيتك
اجعل لسانك إن وقعت
داخل فمك
ابتلعه كعصفور صغير!!!!!!
كل شي دونه مباح،
ألم أقل لك إن لساننا نحن النساء
لو كان بطنا لأجهض
السر جنينا
من أول شهر
وإن أخفاه
فلأول جارة من جاراتنا
به نسر؟
بني من الكلام لا تمل
قل ما شئت
إلا ان تقول لها
أحبها
"أي أنا بني"
فتهدم مابنيت بذنب لم تقترف
فالهاء مذيلة بالألف
فيها العطب
في اذن امرأة توهما أحبت
ثورة تنفجر من غضب
وبين مد وجزر
تسمع منها العجب.
نم بني
فاسمع ولا تغضب.
وآخر ما إلى سمعي من كلام تسرب
هي غريزية الغيرة
تلك التي كل شيء إليها ينتسب.
هي الخميرة
فيها يكبر الحب كالعجين
حين اختمر
ومنها فجيعة القلب
في لحظة يفلت فيها اللسان
بمخبوئه.....؟
مهما تاخرت لابد تحضر
نم بني
لروحك السلام.
---------------------------------
يقلقني الشعر و نصوص أخرى..بقلم أحمد الحسن سوريا
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
24 أبريل
Rating:
ليست هناك تعليقات: