على الضفّة الأخرى ....بقلم هيثم الأمين / تونس
لا ذئب،
اللّيلة،
ينتعل الحكايةَ
فيضرم في خطواتك الهروبْ
فكلّ الغابة نزحت نحو المدينة
فهناك
العمل متوفّر للجميع؛
ستشتغل الأشجار أبوابا و نوافذ و طاولات
أمّا الزّهور
فستشتغل سعاة بريد
و تحمل التّهاني و التّعازي
و أسرار العشّاقْ
و سيكتفي النّهر بالعمل في شركة استغلال المياهْ.
لا ذئب،
الليلة،
ينتعل الحكاية
فيقاسمك طعام الجدّة
و الطّريق
و قبلة
فلا تقلقي
إن لم ترتّبي الفوضى في خزانتك
و في ذاكرتكِ،
لا تقلقي
إن فاجأك الحلمُ و أنت تشاهدين التلفازْ
أو فيديو عن وصفة لترطيب البشرة
أو
و أنت تقبّلين صورة حبيبك
فلا ذئب،
الليلة،
يتلصّص عليك من وراء النافذة
أو من وراء عيوني!!
و لا تقلقي
ففستان نومك لا يحتمل التأويل
و أنت تقضمين أصابعك
خوفا من أن يؤوّلَكِ ذئب على مزاج ظنّه.
لا ذئب،
الليلة،
سيعوي، قريبا من كوخك، جوعا لكِ
و لا ذئب
سيسرق دميتك
و صورك في هاتفك الذّكيْ
فكلّ الذّئاب مشغولون جدّا بسنّ قوانين جديدة تتيح لهم ملكيّة كلّ الجبلْ!
ماذا أفعل الآن؟!!
أتضوّر حنينا
و أشتهي
أن أقاسمك طعام الجدّة
و كلّ المسافة
و أن أقرأ فستان نومك
و أؤوّله على حسب مزاج أصابعي
و أعوي
على الضّفة الأخرى للغياب...
على الضفّة الأخرى ....بقلم هيثم الأمين / تونس
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
29 أبريل
Rating:
ليست هناك تعليقات: