جداريّة ،الحُب والإشتياق ...بقلم محمد الجلال / اليمن



" جداريّة ،الحُب والإشتياق "

ثَمة حُب عالقٌ ،على جدار قلبي اليتيم
وثَمة شَوقٌ ،ينقضَّ على سِياج رُوحي الهَشّ
وتباعُد إجباري يحول بيني ،وبين سِجني الآخر..!

آااااهٍ  ،ياقلب!
كم أنت جاهِلٌ ،في إختراق الزمن
حين تنفد منك مؤنة الصبر والحكمة
فيطيرُ الحُب مُرتبكاً ويحومُ حول قفصهِ حائراً ..وأنت لاتدري!

كم أضعت فُرصاً عمياء
قد أحالت جناحيك الكسيرين ،
في مهبّ الرّيح
كم حاولتُ الطيران دون جدوى
كم نقرتُ الباب طويلاً ،
حتّى تركتهُ خراباً على مصراعيه
كم نظرتُ بعينيك الثاقبتين ،
لتفلِت منك ضِباع الوحشة
وتركتها تنهش قلبك المثقوب
لتنقّضّ على جدار روحك الهزيلة
حيثُ أنزويت وحدك ،على جمر ومنغّصات الأيّام..!!

حذّرتُك كثيراً ياقلب ،
لن ينفعك صبرك الطويل ولا حكمتك العجوزة
فالحُب يغدواْ قويّاً ..دون نظر وتردُّد  ؛سريعٍ وصلب
يخرق الجدار ويُقيمه ،بغمضةِ عينٍ وانتباهتها
غير آبهٍ للزمن المهدور ولا مُكترث للنظر حواليه
هو أعمى حدّ البصيرة ليرى ماخلف المداءات ،وخلف الجدار العازل وخلف المسافات الشاسعة

جدار الحُب ،
يحتاجُ قلباً أعمى ..
كي يخترق المسافات الشاسعة
يحتاج أن يصل ،إلى أبعد من ما تتصوّر!
وأنت ياقلبي المكسور ..لم تغمض عينيك بعد ولم تتعلّم ؛
من جزع الحُب المهجور
الذي شاب وانتظرك كثيراً ..
حتّى تركتهُ ذليلاً ،
بدون جناح في قفص الوحدة

فماذا بعد..؟!  ،ماذا بعد ..
أترك تعصبّك.. لعينيك الحالميتن
واغمضهما وحلّق بِنا عالياً
إلى حيث الحُب وحده ،
يُعانق جدار السّماء
ليعيشا معاً سُجناء إلى الأبد ،
فوق سحابةٍ عائمة!
تنقّض عليه شَغفاً ،وتُقيمهُ حُبّاً

هذا هو الحُب الذي أردتهُ ،
وانتظرتهُ طويلاً ..حين يحلّق بي ،
مُترنّحاً في قفص السّماء؛
بين غيمة روحي العطشى،
وسحابة أيّامي الهاطلة ..
الغزيرة بمطر الحُبّ والإشتياق  ،
مُحلِّقةً بي ..إلى الأبد!

.
جداريّة ،الحُب والإشتياق ...بقلم محمد الجلال / اليمن Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 17 مايو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.