تكاثر ..... بقلم هيثم الأمين / تونس
أعاني من العجز الجنسيّ
و مع هذا
أنجبتُ من امرأة واحدة مئات القصائد
و حزنينْ؛
حزن أنجبته منها يوم أطلقت عليها الحب
و حزن يوم أهدتني حصّالة جميلة لأدّخر فيها غيابها.
كما أنجبتُ من نساء كثيرات
أقداما كثيرة تتقن الهروب من فخاخ البدايات
و أصابع أحشرها في فم اللّيل كلّما أصابته نوبة صراخْ
ليختنق بها و يصمتْ
فأصمتْ.
أعاني من العجز الجنسيّ
و مع هذا
أتكاثر كثيرا؛
في الحمّام
أضاجع رغوة الصّابون
فأنجب فقّاعات كثيرة تشبهني تماما
و لأنّه لا أطفال، غيري، في الحمّام
فإنّي أفقعني و أضحكْ؛
في المطبخ
ألدُ فناجين قهوة مرّة تشبهني في الحزن
و لكنّها لا تحمل شيئا من ملامح وجهي
و لأنّي أحتاج إلى النوم
أتركها تبرد
ثمّ أسكبها في المغطس و أبكي؛
في الشّوارع
أنجب ظلالا كثيرة كلّها عرجاء
و تشبهني
ثمّ ألعب معها لعبة اللصّ و الشّرطة
فأهرب منها
و هي تطاردني
حتّى إذا ما مللتُ اللّعبة
أجعلها طعاما لأطفال العتمة و أرقص؛
في مدينة الألعاب
أقف في المنتصف تماما
و أنادي أطفالي بأسمائهم
و حين يحتشدون حولي
أوزّع عليهم السّكاكر
و وجوهي ليرتدوها حتّى لا يضيعوا منّي من جديد
و لكن،
في كلّ مرّة أعود فيها إلى مدينة الألعاب،
لا أجد أطفالي
فأضيع في الزّحامْ
و في الحانة
أنجبُ كلمات بذيئة
كانت ستشبهني لو أنّ النادلة الجميلة قدّمت لي قبلة مجانيّة
و أتقيّأ ملابس داخليّة كانت ستصلح هديّة لليلة حب.
ككلّ الرجال العاجزين جنسيّا
أعود،
كلّ ليلة،
متأخرّا جدّا إلى رأسي
مع نساء يتقن كتم الأسرار
أدخل معهنّ من الباب الخلفيّ لرأسي
حتّى لا تفطن لنا الأرجل القصيرة للسرير فتشي بنا لدى شرطة الآداب
و حتّى لا نوقظ نصف المرآة المتبقّي فتفضحنا ثرثرة صفحته
و في الداخل،
نشغّل أغنيات لا تثير شغب الذّاكرة،
نتعرّى، كلّيّا، من بردنا،
ندخّن كلّ أصابعنا
و نكتب حكايات ندسّها آخر السّهرة في خزانة الملابس
لننجب منها، صباحا، نسخا قد تشبهنا.
تكاثر ..... بقلم هيثم الأمين / تونس
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
18 مايو
Rating:
ليست هناك تعليقات: