الأَن بَعدَ الثانية عشر صباحاً ...بقلم عمر محمد / سوريا



الأَن بَعدَ الثانية عشر صباحاً
يَستيقِظُ الشُعراء
يَستيقِظونَ مِن مَتاعِب الحياة
وَأشغالَها
وَليسَ مِن سُباتِ النومِ المُعتاد
ليكتُبوا تِلكَ النُصوص والقصائِد
 المؤلِمة والسَعيدة
ذاتَ القوافي المُدهِشة
وَيضَعوا مِعطَف أحزانِهِم في
خِزانَةِ الحروف الجَميلة
ذَاتُ ال ثمانية وعشرينَ
طابِعاً مُختَلِفاً
كُلٌ مِنهُم يَحمِلُ أسم قَصيدَتِهُ
بظرفٍ أبيض
هو كَفَنُ أحزانهِم وَفُستانُ أفراحهُم
هو مُتعَتُهُم اليوميةِ في أواخِر الليل
جَميعُ القصائدِ يَكتُبونَها
لَيلاً
حَتى تِلكَ التي نَقرأُها
في مَطلَع النهار
إِنَها ابنةُ الليل الفاتنة
التي لطالما كانَت تَتَراقَص
في هدوء الظلام لِتُغري الأقلام
الثملة في حانةِ الأبجدية
لا يسَعُها أَن تَرتدي زي النَهار
 لكي لا يَجتَمِعُ
شمسان على أرضٍ واحدةٍ
تِلكَ النُصوص التي تَتَحدَثُ عَن الألم
لَم تَشرَب بَعد مِن نبيذ العِنب
الذي يَسرِقُهُ القلم مِن أعناقِ العذارى
وَيُخبِئهُ بينَ أشيائِه داخِل المِحبَرة

بلا شَكٌ
لو أنها تَذوَقتْه لما سَكَبَت حُروفُها على سُطورٍ
عاريةٍ .....
الأَن بَعدَ الثانية عشر صباحاً ...بقلم عمر محمد / سوريا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 17 يونيو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.