تذاكرُ الدم .....بقلم ضرغام عباس/ العراق
تذاكرُ الدم
سائرٌ خلفَ خطوط الحياة
أتأملُها من بعيد لبعيد
ليس لشيءٍ ما
إنما ولائي للموت كان أكبر من أن يُكسر
رأيتها مُنهكة بهجة، تلهو بـ مُضيفات التعب
تنهشُ الزهرة وتتركُ الغصن دون ثمر
تنهشُ البسمه وتتركُ البشر دون عمر
ثمَ تنقلبُ رأساً على عقب
وكأنها "عود أبدي" أو دولابٍ تنزهي
لكنني لم أرَ النزهة في دورانها
ولا العدل في وقوفها ..
فمن كان ضريرا أسفلها، حاكمًا أعلاها
ومن كان حاكمًا أعلاها
ضريرٌ تنهشهُ الغربان
لا أحدَ يفر من طابور سيرها
ولا النجاة من زنزانة تذاكرها
فـ التذاكر هُنالك تُباع برخص الدم
تذاكرُ الدم ..
كانَ يوماً مُمطرًا بالرصاص مُعجاً بـ الحرائق
باكياً من سيل الدموع
يوم الأنتفاضة ..
أنتفاضةُ شعبُ الحياةِ على الحياة
وقفتُ على منصةٍ سورياليةٍ شيدُها شبانٌ
كانوا للوطنِ دُخان
فـ الحرائقُ هُنالك لم تكُن مولوتوفًا أو إطار عجلةٍ
لا، لا .. ولا حتى نباتاتٌ مُحترقة
بل كانت قلوبًا لرِجالٍ عاهدوا أطفالهم بوطنٍ مُضيء ،
رأيتهم مُشتعلين صامدين
مُتبخرين عن وقوف
مُنتظرين موتًا هاربًا من الموت ..
رأيتُ ملائكة الشعب تُحارب شياطين الشغب
رأيت علم البلاد مُلطخاً بـ دماء البلاد
رأيتُ إبراهيم في كلِ منا ورأيت النمرود في كلِ منهم !
رأيتُ نِساءً يضاجعن حزنهن يحملن أملا مشوها
رأيتُ أطفالا مُنكسري الظل مقطوفي الثمر
فثمرُ الأطفالِ قلمُ حبرٍ جاف ..
رأيت الموت، الموت
وكأنهُ فلاح ينتظر سقوط المطر حتى يزهر
رأيتُ الله، الله
في عيون أطفالهم وهم يصرخون
الحياة للحياة والموت للموت
رأيتُ وطنًا بكت السماءُ على موته
فنعشُ الوطنِ لا يُحمل إلا بأرواحِ الوطن
ولا يُكفن إلا ( بشيلة أمي )
فهتفتُ من منصةِ قائِلًا ..
إن مات الثائرُ الوطنِ يُدفنُ في الوطن
فأين يُدفنُ الوطنِ وقد ماتَ الوطن ...!؟
تذاكرُ الدم .....بقلم ضرغام عباس/ العراق
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
14 يونيو
Rating:
ليست هناك تعليقات: