أمكنة تلتهم البؤس ....بقلم أكرم صالح الحسين/ سوريا

...............أمكنة تلتهم البؤس ؟

النزيف يستمر
جيف يكسوها الكسل ،
تسقط تحت أقدام النهايات ،
متعب أنا يا صديقي
بترهات الزمن ال يرقص بقذارة
ملوحا برغيف الخبز !
النهارات تبدأ بكل إعتياد
تتهامس بحكايا العتمة المفرطة
تعيد ترتيب الأحلام ،
الأسئلة ، ودورة الأنفاس المشبعة بالنحيب ،
زمن متهالك يتحرك بخبث
يقطع أنفاس البقاء ،
متعب أنا ياصديقي
أحمل كاهلي ، أحاول لملمة ما بقي من كلمات ،
أرصف الطرقات
المكفهرة ، الشاحبة ، والقاتمة
أبتسم للوجوه الحزينة
قطط الشوارع
و مقاعد الحزن الغريب
أدور كعقارب الزمن المجنون ،
ملسوع يحاول النجاة !
في هذه الأرض
ﻻ عشب ينبت
ﻻ شراع يلوح للشواطئ ،
منارات مطفأة القلب
مآذن ، كنائس
مواخير يلفها الصقيع ،
أبنية تعانق الريح المشبعة بالقهر ،
هنا ؟
كل الأشياء تنذر بالذبول ،
يتقيأ الغيم الهزائم
يرحل باكيا جثثا وفراغ ،
في هذه الأرض
تضيع العناوين ، الأمكنة ، ووجوه الأمهات
رسائل تنتظر عاشقة
تهدهد هدايا العيد المهترئة
ترسم شفتيها
تلون جدائلها الماطرة بالأغاني ،
عاشقة ترتمي
تعانق ستائر الأمنيات ؟
في هذه الأرض
كلنا غرباء
نتحدث بلغة الرصاص ، والجوع
نرتب البرد ، الصقيع
للغد المنكسر
و نأكل الحزن حتى التخمة ،
في هذه الأرض
لا ملامح مقنعة للبدايات ..؟