ثلاثة نصوص للشاعر العراقي عبدالله حسين


هذا المساء ُ
يصلحُ لقصيدةٍ
متعبةٍ تتمدد بطولها على سريرٍ من ورقٍ
تتدلى منها قدمُ
وقدمٌ أخرى ساكنة
هذا المساء
يصلح لمرور ِالذكريات الباردة
التي لم تمر بأيام تموز وآب
هذا المساء
كفيلٌ لمشاهدة كل قطارات
الموت والفجيعة وقطارات الخيبة
التي مرت على سكة الحياة
هذا المساء
صالح ٌ جداً
لمشاهدة فلم الحياة
التي صُورت كل  ايامه
بالأسود والابيض
هذا المساءُ
يصلح ُ ان يكون منظار حرب
يرصدُ كل حركةٍ خلف جبال الخذلان
هذا المساء
قادرٌ على ان يقذفني في فم هموم الصباح...!
---------------------------------------------------------

سينطفئ ُ عمرك
 شمعة أثر شمعة وستدرك حينها انك أصبحت رماداً لذلك الخيط

سيبتلعك الفراغ يوماً
وتكون صديقاً حميماً للمقاهي
والطاولات

سيأتي يوماً
وتفر كل الحمائم التي اطعمتها
وتبقى وحيداً تنثرُ البذار على الارض

ستعد الغيوم العابرة
غيمة بعد غيمة وتنتظر قطرة مطر ترويك

ستقف يوماً بوجه الرياح
وتفتح ُ فمكَ
دون أن تدخلَ ذرة هواء فيه..؛

--------------------------،
نفخة الله
التي اطفأت أربعة شموع
.........

كان حرياً بك ياهشام
أن تتريثَ قليلاً
وإن تظلَ مرتدياً
قميصكَ الأبيض
وتوزع ابتساماتك
على مرضاك
كما يوزعُ المعلمُ
حلواه على التلاميذ

وكان بمقدورك
أن تجني ثمار المحبةِ
التي غرستها في قلوب الجميع

كان بأمكانك
أن تظلَ متقداً
وتنير الظلمة
التي خلفها اخوتكَ

وكان حرياً بك
أن تبقى تربت على كتف
اولاد شموعك التي  انطفأت
لكنك فضلت
انطفاءً ابدياً
واخترت  مسكناً بعيداً
هناك في مشفاك الأخير...

........
هشام طبيب نال منه كوفيد 19
بعد مانال من إخوته الثلاثة
في أيام ٍ قلائل
رحم الله من قرأ سورة الفاتحة
للشموع الأربعة التي انطفأت..
ثلاثة نصوص للشاعر العراقي عبدالله حسين Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 21 أغسطس Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.