تعصفُ بي ...هاني يحيى / مصر

 تعصفُ بي


دخانٌ يحتمي بالريحِ 

أهتفُ كلما مسَّتْ جروحي نجمةٌ 

هل كلُّ هذا الضوءِ لي؟

  وأنا المعذَّبُ بالحنينِ، يثيرهُ ضوءُ النوافذِ

كنتُ أذهبُ خلفَ سربِ الجنِّياتِ 

وكلما أوغلتُ في التيهِ افتقدتُ طزاجةَ الأشياءٍ

تعصفُ بي

فأصعدُ غارسًا قدمي بعاصفةٍ

أنا برقٌ أضاءَ لبرهةٍ بلورةَ الرؤيا

رأيتُ الطفلَ يعدو خلفَ ظلَّ الشمسِ

يسقطُ ثمَّ ينهضُ ضاحكًا 

والشمسُ تكنسُ حولهُ الطرقات ِ

هل كانت مدينتُنا تودِّعني؟ 

وتشهقُ جدَّتي (ورثَ التعلُّقَ بالخرافةِ مثلنا)

ذهبتْ ولم أحفظْ ملامحَها تمامًا

كان قلبي يحرسُ الموتى من النسيانِ

يرتجلُ النوارسَ ثم ينثرُها على جسدِ النهارِ ليبهجَ المارينَ

تعصفُ بي

أنا خطأٌ إلهيٌّ

طُردتُ من السماءِ بلا محاكمةٍ

فكان عليَّ أنْ أحيا مدانًا بالحنينِ لكلِّ شيءٍ؛

أوجهِ المارينَ، عابرةٍ أضاءتْ ليلَ غربتِنا قليلا 

لهفةٍ خجلى، التورُّطِ في المحبَّةِ والتورُّطِ في الوداعِ

ذبابةٌ طنّتْ بسقفِ الروحِ فانتبهَ المسافرُ

    هل لهذا كنتُ أسحبُ جثتي خلفي طوالَ الوقتِ؟

تعصفُ بي

         فأهذي 

ثمّ تعصفُ بي

        فأمعنُ في التهجُّدِ

ثم تعصفُ بي 

        أجدِّفُ ثمّ أهوي في الفراغِ مضرَّجًا بدمي 

تلاحقني العواصفُ أينما وليتُ قلبي

الآنَ أخفقُ في اختبارِ الوقتِ

أمنحُ ما تبقّى للغبارِ

                      ثمّ أمضي

*****          *****          *****

مونتريال 18/2/2021



تعصفُ بي ...هاني يحيى / مصر Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 19 فبراير Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.