كنتَ معي.. فارس مطر العراق




كنتُ معي
أجلسُ في آخر صف
وأراقب جلدي المتسمّر في الحائط
محشواً بالكلمات وبالأسطر
لا ينطق
لا يشهد
لا يروي قصّته
خلفيّة موتي يابسة
ما دام الحبر نديّاً
أقبلُ ما يُكْتَبُ فوقي
وألوذ بطيني منفرد العبء
كمانٌ ساق الغيمة
فوق غدير لا يعرف وجهي
فتقبلت النأي لأني لا أملكني
لا أملكني
أتخشَّب دون لحاء
خط مؤشر قلبي يصّاعد
نحو الضعف القسري
لأشهد صلبي
لا يعرفني الناس هنا
لكن غراباً منسيّاً واساني
يخشانا الناس صديقي
صوتي
لوني
ووقوفي بأماكن كي أستقرئُ هذا العالم
أطرح أسئلتي
لكني أُبْعَدُ دون إجابات
مُتْهَماً بالشؤم
فهل تَسألُ أيضاً
هل تُبْعَدُ مثلي
ادفن نفسك واترك ذاتك مشرعة
من ‏يحمل أسئلةً كبرى
جاء ليبقى 
من يخرج عن لون مألوف
يتفرد
‏من يكتب بالموت قصيدته
يحمل أبداً إثم براءته
ينجو بالقلق القاتل
فابدأ منكَ إليكَ
وسرّح نحلك حيث تشاء
تحرّى عن دمك المُودع في الأزهار 
توغّل في الغابة
للأشجار حديث فاسمعه
تَوَحَّدْ
وانبت
أنشئ قامتك الآن
وخلِّ الطير برأسك تصدح
لا تأبه للريح
ستعلو
وستعلو
وإذا وافاك الشعر
ستنبت أيضاً
تطرح أسئلة وستبقى
جئت لتبقى
من يكتب بالموت قصيدته
يقترف الماء
ليجري نهراً منذوراً

فارس مطر


كنتَ معي.. فارس مطر العراق Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 01 مايو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.