إلا أنتِ ..أحمد رفاعي / سوريا

 إلا أنتِ 


كم قلتُ :

إلا أنتِ ، إلا أنتِ ، إلا أنتِ 

لكنّ القصيدةَ لم تقلْ ما شئتُ 

و اخْتلفَ الرواةُ 


قالوا: 

اسْتطالَ البحرُ

و انْتحلوا بلاداً في القصيدةِ 

يستحِمُّ الموجُ فيها خِلسةً

و يَؤمُّ شاطئَها العراةُ 


و روى قبيلٌ 

أنها كانت دمشقَ

و جاء فوق قميصها بدَمٍ 

كأنّ الشامَ لم تُدمى

و لم يهتِكْ أغانيها الطغاةُ 


لا شامَ إلا أنتِ 

فانتظري قليلاً  

كلُّ هذا الكون لا يكفي 

لأبكي فوق ساعدِه كطفلٍ أمُّه ماتتْ 

و غيلَ أبوه عند الفجرِ 

و الصَّحبُ الكواكبُ كلُّهم خُذِلوا 

و جَفّتْ في بنفسجِه الحياةُ


لا شامَ إلا أنتِ تولدُ في القصيدةِ 

أو تموتُ 

يعضُّ سُرَّتَها دَعِيٌّ 

أو يسيرُ بشمسِها قِزْمٌ فتخدعه الظلالُ 

و يَعتلي عرشاً من الورقِ المُقوّى 

ثم يصرخُ في الجهاتِ 

أنااا .... 

فتضحكُ ملءَ شِدْقَيْها الجهاتُ


كم قلتُ إلا أنتِ 

لكنّ المجازَ يقولُ ما لا نَدّعيه 

و يدّعيه 

هو المجازُ غمامةُ المعنى 

و صلصالُ البدايةِ

و الغوايةُ و الغواةُ 


أمشي إليه 

كأنني أحدٌ سوايَ 

أَلِلحقيقةِ ألفُ وجهٍ 

كي ننامَ على وسادتِها متى شئنا 

و ننكرَها متى شئنا 

و كي يتناسلَ الشهداءُ فيها و الزناةُ


إنّ القصيدةَ جثةُ امرأةٍ 

نُحَنّطُها ..

لكي لا يكبرَ المنفى 

و لا تتناقصَ الأهرامُ قيدَ نبوءةٍ 

أو حلمةٍ رعفتْ 

فللموتى انتباهٌ و التِفاتُ 


لا شامَ إلا أنتِ 

و الكُحلُ الذي صلّى على جفنيْكِ حُجّتنا  

إذا " ائْتمَّ الهُداةُ "


..........



إلا أنتِ ..أحمد رفاعي / سوريا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 06 أبريل Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.