المجازفة ...سالم مهيم / اليمن
** المجازِفة
في الوقت الذي كان فيه الصمت عبادةً رفضت أن تصمت...!!
خلعت عباءة الرعب..
ووقفت امام عاصفة المكر وريح الخوف، فتحت نوافذها أمام البحر
وأشرعت روحها لرياح العشق،
لم تكترث لوصايا الظلام،
وقوانين البهتان،
ومواضعات الأفاق الضيقة،
اعتنقت إيديولوجيا الرفض المتوهج...!!
ترى طريقها واضحاً..ومستقيماً...!!
لا تساوم احداً على تحديد المسار
تمضي دونما دليل
إلا يقينها الذي يقودها...!
آمنت بقدرتها على المجازفة
وأغلقت أبوابها أمام القلق والخوف،
سوف تمضي قُدُمَاً..
لا الدماء المتدفقة من جسدها
ستوقفها...!؟
ولا صفعات الجهل.
سترفع سبابتها في وجه النظرات الساخرة،
والأصوات المرتابة.
ستمضي قُدُمَاً...
وتعري الصنمية المتسترة وراء اللغة،
ستعري مدونة الفصام الماكرة،
وتتلقى عواصف الاستخفاف بهدوءٍ وصبر.
سوف تصمد في وجه القسوة المستفحلة،
واختلال الموازين،
وارتجاف الشهود،
ومخاتلة اللغة،
وممالأة القضاة.
سوف تجازف دون قلق...!
ستنتقل من مدار القيظ
إلى المحيط المتجمد...!!
من وطن الأحلام الموؤدة
إلى وطن الأحلام اللامحدودة...!
هاهي السنوات تعبر
الجليد يتراكم...
لكن بذور الحنين تنبت رغم كل شيء...!
والروح تشتعل
الركض أجندة النجاح...!
والإنطفاء فرس الرهان...!!
الوحشة ثمر الرحلة...!!
والاغتراب يقرع الأجراس
هل تشعر بأشواك الصبار تدمي الخطوات....!؟
هل الصيف البارد يوقد الحنين
للشتاءات المتقدة...!؟
هل أغلقت اللغة الاخرى ابوابها أمام الروح...؟
فأوقدت الأشواق إلى لهجةٍ
تمزج الأنوثة بالذكورة
وتتجاوز العلامات الفاصلة...؟؟
لقد قادتها المجازفة إلى الصقيع
لكنها لم تفقد إيمانها
بشرعية التمرد على الظلم والظلام
ستتجرع الكأس برضىً...!!
بانتظارِ مجازفةٍ أخرى
ومسارٍ جديد،
ورحلةٍ جديدة.
ليست هناك تعليقات: