صِبْغَةُ المَاء...حسن الخندوقي/ المغرب
▪ صِبْغَةُ المَاء
《صِبْغَةَ اللهِ وَ مَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ
صِبْغَةً وَ نَحْنُ لَهُ عَابِدُون》
- البقرة/١٣٨ -
الماء لا يجذبني
لأنه يرويني
بل لأنه سِرُّ التكوينِ
و الحبر لا يغريني
لأنه يكتبني
بل لأنه يمحوني
و الشعر لا يغويني
لأنه يطربني
بل لأنه يكويني
و أنا لا أعجبني
لأنني أكرهني
بل لأنني أعشقني
مكتوباً بصيغة المَحْوِ
بين الماء و الطينِ
و حنيني
للماء و الحبر و الشعر و ذاتي
مُسْتَفْحِلٌ بي نحوكِ
لأني، و إن كنتُ (كَوَّنْتُكِ)
قد صرتِ سِرَّ تكويني
فيا أيها الماء
في أنساغنا
تُراكَ تذكر النبعَ و المَصَبَّ و الأعماقَ
ما بين الصُّلْب و الوتينِ
أم إن كثرة السدود على النهرِ
غَيَّرَتِ المَجْرَى
و شَحَّ الصبيبُ
بينهما
حتى أَقْلَعَتِ السماءُ
عن هَدْيِ القرينِ إلى القرينِ ؟
و يقيني
أن للماء صِبْغَةً لا تبديلَ لها
و هل لسنة الله تحويلٌ
في الذكر المبينِ
لا مَنَاصَ أن يَتَتَوْأَمَ
الهيدروجينُ بالأوكسجينِ
كي تتجلى صبغةُ اللهِ
في الماءِ الذي يجري
في أنساغنا.. أنا و أنتِ
دموعاً.. أَبْكِيكِ بها
و بنفسها أنتِ تَبْكِينِي
لا دِيَةَ لي
سأحملُ كَفَنِي و السكين
و أَتُلُّنِي للجبينِ
و أنتظر ذبحا عظيما
من هذا الماءِ الآسِنِ
في الروح.. يَفْدِينِي
ح - خ ( ابن الزاوية )
ليست هناك تعليقات: