انتظار أمام بوابة الجحيم ..محمد آدم/ مصر

 الشاعر المصرى الكبير 

محمد آدم

 ..




تعالي لنجلس معا علي الأرصفة 

لنقرأ كتاب الساعات 

فوق موانئ البحر الأبيض المتوسط 

ولنصنع سفينة شراعية 

تأخذها الريح إلي بحيرة قارون 

أو إلي أعماق اليم 

وهناك 

ربما نجد الله واقفا علي شاطئه الرملي 

وفي يده يضع العالم فوق تفاحة معطوبة 

وهو ينظر إلي العصافير 

وزهرات اللوتس 

ويبحث عن زوربا بين أكياس القمامة 

وسلسلة من الجماجم المركونة إلي إحدي جدارياته القديمة 

ويقول 

انظروا 

سوف أواصل صناعة الجماجم 

وأبعث الآلاف من الأنبياء والرسل 

أولئك الذين باعوني علي الأرصفة 

ومحلات الجزارة 

الإيروتيكية 

من أجل حبة رمل 

أو خاتم علي مؤخرة امراة 

أنا 

في يوم ما 

وبعد أن زهقت من الوحدة قلت لنفسي 

لم لا تصنع غابات 

وأنهارا 

لم لا تصنع 

بشرا من قواقع فخارية 

يمشون في الأسواق 

ويقتل بعضهم بعضا 

أصنع آلاف الطغاة 

لكي أستمتع بأنهار الدم 

بدلا من كل تلك الفواكه المحرمة 

وقلت يا آدم اهبط إلي الأرض

وابحث 

لنفسك عن شجرة الخلد 

ولا تجلس تحت هذه الشجرة بالذات 

لأنها لي 

وليست لأحد سواي 

هاهي حواؤك تجلس معك 

بيضاء ناصعة 

لها صدر من بنفسج 

ومؤخرة من ذهب مكتوم 

فتش بين ساقيها عن أقمارك المرصعة بالشمس 

وعلي جسدها اكتب كافة كلماتك 

ولا تعبأ بأي شىء آخر 

امش في السكك 

واملأ شفتيك من لبنها المسكوب 

وغني

غني طويلا لكل شىء 

للشجرة الواقفة علي ضفة النهر 

للفراشة التي تبات وحيدة فوق جذع نخلة 

للوردة التي تحلم بالليل 

وفي الصباح 

ترقص تحت السماء 

غن 

للمرأة التي تحلم برجل يملأ جرتها بالماء 

للطفل الذي يبكي علي صدر أمه 

وهو ينزل إلي مزارع البطيخ 

والبرتقالات 

للعجلة المركونة إلي رصيف خال من المارة 

للنملة التي تصنع بمفردها قارة 

من الفانتازيا 

للسماء التي تبحث عن الليل في النهار 

والنهار الذي يبحث عن الليل 

في خرم إبرة 

غن 

يا آدم 

أنا نفسي أخطأت في صنع العالم 

كنت أريد أن أصنع عالما من الفراشات 

ودود القز 

فإذا بي أصنع عالما من الموتي 

يوما ما وقفت علي ساحل العاج 

وقلت لنفسي لم كل هذه الجماجم 

وأين يذهب هؤلاء الموتي في نهاية الأمر 

أنا سئمت من كل هذه المقابر 

اخترعت الألف والنون 

لأصل إلي معني واحد لكل ماصنعت 

قلت أخترع الشيطان لتكتمل بقية اللعبة 

ومن يومها ونحن نلعب الشطرنج 

علي رقعة العالم الواسعة إلي أن اكتشفت أن الشيطان نفسه 

قد جلس أمامي علي رقعة العالم الواسعة هذه 

وقال لي

الآن انتهي دورك أيها الإله الغبي 

لم صنعتني بالأساس 

وكيف لك أن تنتهي من هذه اللعبة 

أنا

وأنت علي ساحل البحر 

نلعب بالجغرافيا 

ونزور التواريخ 

ماذا ستصنع بكل هذه الجثث 

وأين ستذهب أحلام كل أولئك الموتي 

سأقول لك شيئا 

حاول أن تنزل إلي الأرض

حاول أن تجوع ليلة ما 

أو أن تقف وحيدا في المستنقعات 

أن تحمل فوق ظهرك مدفعا رشاشا 

وأن تقف بين جنود الحرب العالمية الثانية 

حاول أن تقف مع محمد في غزوة الخندق 

وأنت تكون مع سلفادور دالي في إحدي لوحاته 

لماذا لم يكتبك سوفوكليس 

ولم لم تنم معك امراة واحدة حتي اللحظة 

أنت صنعت الخير 

والشر 

فلماذا تقعد وحيدا بين كل تلك الخرائب 

أفلا تحلم 

ولا تشتهي 

أفلا تشعر باليأس 

وإلي متي ستظل في خندقك العتيق هذا 

اجمع عظام أمواتك 

وكافة صورك التي علي الماء 

وتعال لنذهب معا في رحلة خلوية 

أنت تحكي لي عن خرائط المدن والبلدان 

وأنا

أخلع كافة ملابسي وأغني أغنيتي الوحيدة 

التي كتبتها 

علي كل خرائطك 

التي صنعتها من مواويل 

ساحراتك الشمطاوات 

ولننظر معا 

أو ننتظر لمن ستكون الغلبة في النهاية 

أنا صنيعتك المشوهة 

ولعبتك الموقوته 

وأنت إلهي 

الذي يتمدد علي ساحل الكرة الارضية 

ها

ها

ها

إلي اللقاء يا إلهي الذي أخذته العزة بالاثم 

ألم أقل لك أنت صانع الخير 

والشر 

فلم أنت تنتظرني 

وأمام بوابة الجحيم إذن؟؟



..

..

انتظار أمام بوابة الجحيم ..محمد آدم/ مصر Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 30 أبريل Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.