مُكرَها لا بطلا ....بثينة هرماسي / تونس

يبسمك الوجع صاغرا ..

 مكرها لا بطلا !

******


بين الحكمة والجنون أتراوحك ،،

أقفو خطاك

  وأسألك ،،


هل تعود حقّا 

بعد منفى الصّقع

معافى؟


 هل يكفي أن تقايض الموج

شتات يبابك 

ليزهرك الغرق

وطنا ؟

ونشيد عبور ..


كيف ترفّ بك  دمعة هدبي

 و أنا كلّ الوقت ابسمك

 وأرمّم في غيابك ما تهشّم منّي

أمشي على هشاشة أرضك هونا ،،

وأقول سلاما

 على الشّعر وطنا !


موّال اكتئابي 

تعزفه الرّيح

وأنت تردّ بحنكة شيخ ..


-  إنّ الحياة ركحٌ ..

الفرحُ فيها ممثُل فاشل

يأتي على مضض ..

نلقّنه البشاشة  فيبسم على عجل ويمضي .

والوجع بطل بارع يؤدّي دوره بإتقان

فنحيّيه بزفرة واستعبار ..


اُصغي اليك بآذان قلبي ،،

 لكن حكمتك

 لن تثلج صدري 


 إنّي أنتثر  ،،

و اسمعك  ..


أخطّ بثّي وأشكو  إليك

اتسمعني ؟


موّال اكتئابي 

تعزفه الرّيح


و في الخريف ..

 ترحل كلّ الخطاطيف 

 إلاّ  خطاف الكآبة يعود ليعشّش على صدري 

            ما أوفاه !


 و أنا ..

      و أنا ..

أولّي وجهي شطرك

و أحاورك ،،


هل يكفي أن تقايض الموج

شتات يبابك ؟


ليزهرك الغرق

وطنا 

ونشيد عبور ..


أيّها الشّعر قل لي


على أيّ جسر أنت تسير ؟

لأصغي اليك ..

وأنت تنادي ،،


اسير اليك 

 على فطرة الشّبق

 عارية ،،

 حافية القدم  لغتي 

دون استعارة

 لمجاز مرور 

 أو بوصلة،،


إليك أسير ..

دون منار !


 فألمحك على سَليقَتِكَ عارٍ

تدبّ في حقلي خيالي

       بِرَغائبك ..


إنّي أراك طول الطّريق تَغيم 

      انهمارا  لينبت 

على رماد كفك عشبا  ..


إنّي أراك ،،

غمامة صيف

تندّي فؤادي ،،

فيخضوضر غصني


وأشهقك !


إنّي أراك ذرو انهطالي ..


تعرج على الغيم  فاغر الثّغر 

بأجنحة ،،


لتترع بك حيرتي وارفة ..

 

فأسالك ،،

 

كيف أشدّ اليك القلاع

دون أن أغرق ؟

 كيف أعود منك سالمة ؟

 

كيف ألوذ اليك  

 و آوي ،،

       في سكن .. ؟


  كأنّي اسير  على الحبل متأرجحة ..

أمدّ يديّ 

 لتشدّ وثاقي وتسندني

لترفو جناحي بنصل مخيطك وترتق فجوي   


 أنا ،،

في أمري محتارة جدّا

و لا أدري !

على اي وتر ستعزفني

 و على أيّ وقع 

ساشطحك

وبأي أرض ستطرحني ؟


في فوضى الرّيب

أسألك ،، 

  

أ أنبت فيك بلا وجل  

أم أنوص عن رحلك و أنفلت


بالله قل لي !

كيف أسدّ عليك الطريق 

واقفله ؟

وانت اجتياح

وصدري زجاج


كيف التنكب عنك

وأنت نبيذ 

تعتّق حسّي

و تبصم حلق رؤايا انتشاء ..


أيا شعري

 نديم سهادي غريم نعاسي


 كلّما ارتفع سقف الأماني جبالا  خنّق السّراب افترار فؤادي  

وغصّ فيك ابتسامي


كلّما ولّيت وجهي شطرك 

نخل قلبي انتثاري شظايا

 فوق قعر السّقوط

وغنّى


كلّما سألتك موعدا في الغياب 

لنعلو على مقعد  للسّحاب 


 أراك تعود  !

تلبّي ندائي ،،


فيبسمك الوجع صاغرا ،،


   مُكرَها لا بطلا !!

    مُكرها لا بطلا !!


بثينة هرماسي



مُكرَها لا بطلا ....بثينة هرماسي / تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 14 نوفمبر Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.