عُبُور … عبد الوهاب هديب / سوريا
عُبُور
---------
/ عيناكِ فُوَّهَتا بندقية.. والمدى ... قلبي /
كَفِتنةِ الفجرِ الجَليِّ.. كشُبهةِ هذا المساءِ الجميل
كنهارٍ مُغمَضِ العينينِ..
كشمسٍ نسِيتْ ظلَّها.. كظِلِّها
يرسمُ للصحارى لونَها.. يَشفي غليلَ القافلة
كوردةٍ مخنوقةٍ بِعطرِها.. كعِطرِها يثقبُ رِئَةَ المدى
“كالفراشِ المبثوثِ“.. فآفاقي مُلوَّنةٌ ورؤايَ كَرنَڤال
“كالعهنِ المنفوشِ".. غيمةٌ بيضاءُ تُظِلُّ دمي
بيتِ شعرٍ أو رصاصة
(جناتٍ ألفافاً) أو (صعيداً جُرُزا)
كحِزامٍ ناسفٍ على خصرِها.. كخصرِها
غضِّ الملامسِ ، ليِّناً، سهلِ الإنطواء
" موناليزا " تُخفي وراءَ ابتسامتِها موتَنا
كموتِنا..
على سبيلِ الإستعارةِ أو على شَكلِ مجاز
كالبحارِ التهمتْ أجسادَنا جماعاتٍ وفُرادَى
كالأسلاكِ الشائكةِ نَسينا عليها بقايا لحمِنا
ياأوَّلَ الأبجديات ياأرضَ كَنعَانَ التي شرَّدتنا
قوافلَ موتٍ على طريقِ الحرير
عصيِّةٌ على الحياةِ كقصيدةٍ نثرية
عصيةٌ على الموتِ كمُعلَّقةٍ جاهلية
كسماءٍ ضاقت بنجومِها
وأرضٍ مَرصُودةٍ بالشياطين
ومَامِن شهابٍ ثاقبٍ يَفْقَأُ عَينَ الردى
" كزهرِ اللوزِ أو أبعد "
ك " قابَ قوسين أو أدنى "
كالراياتِ المنكسرةِ كأُنشودةِ المحاربين
كالطميِّ اليمنيِّ والسبيِّ العراقيِّ
والخروجِ السوريِّ الكبير
كجَنةٍ أو نار
كالحقيقةِ والخيال
كالشكِ واليقين
كالوجودِ والعدم
كخَيَارٍ مستحيلٍ وأوحَد ...
....
هكذا.. هكذا.. يَعبُرني طَيفُكِ يابلادي
كلَّ مساءٍ ..
كلَّ مساءٍ..
كلَّ مساءْ
______________________________
عيناكِ واحتَا رجاءٍ .. والقلبُ
صحراءُ انتظار ..
ليست هناك تعليقات: