الموت اللاهث خلفي كطفل تائه …أفين حمو / سوريا
_______________________
ككائن يتأهّب للفرار من فخّ تُسيّجه المنية بأشواكها..
يظلّ بمقدوره أن يبدّد الصخب الذي يعصف به ..
أن يستحضر السكون الى أفقه
استحضار طائر ورور كي يعبث مع ريشه بمرح!
أن يبقى عادلا جدا مع خصومه
بل وأكثر ترفاً أيضا
.
ها أنا
أهدهد الموت في أعماقي
دون أن أرفع نذورا للأرض!
دون ان ازيل عن وجهه الأقنعة وكأنني أزيل عن اللغة شيئا من شروخها ..
أأقول:
يمكنني
- عند المساء -
أن أمسكه من يده كما لو كان طفلا!
وعلى العتبة أسرد له قصصا عن الكوكب الذي جمعنا ..
أو عن استقبال الدم في صلصاله ..
وأن ألحف عليه علنا نتناول بعضاً من الطعام؛
ونزيل الأطباق عن المائدة معا؛ ثم نترك قدرينا لوحدهما
متكئين على كرسيين مرتبكين !
.
أزعم - أيضا -
أنني قد أغزل له الأنقاض والنجوم نسيجا على هيئة عجل؛
وأقوده إلى سهول الزعفران
وسط قهقهاتي ليرعى!
وأنني سأقضي نهاراتي معه في مقهاي المفضل لأرفع في وجهه - من ثمّ - نخب انكساره !
.
وأني سأمضي به - ذات مساء كئيب - إلى الغابة وحيدا
ثم أترك يده مودعا ..
وأنا أستمع إلى لهاثه من خلفي:
"لا تمض من دوني"
لكنني دونما التفات
أقتحم العبق
وتفلت الجهات
أتقصد أن أجمعني
الموت اللاهث خلفي كطفل تائه …أفين حمو / سوريا
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
02 فبراير
Rating:
ليست هناك تعليقات: