أفكّر إن كان سيتسع لنا بيتك الصغير بقلم أحلام عثمان سوريا
أفكّر إن كان سيتسع لنا بيتك الصغير
فيما لو أنجبت النساء الجميلات
أطفالاً من قمح وحلوى
النساء الجميلات
النساء الأقل حظّاً
يكنسن عن فساتينهنّ غبار الحقول ،
ويزرعن بأصابعهن الطويلة على أجسادهن اليانعة قُبلاً واهية.
فيما لو أن الرّجال تعطّلوا عن العمل
تعطّلوا عن الأكل
تعطّلوا عن الحب
وجلسوا في بيتك الصغير ، ليكتبوا
عن المجاعة
عن الحبيبات
عن الموت.
أفكّر أيها الشّاسع ، إن كان سيتّسع لنا جميعاً بيتك هذا .
فيما لو تعبت الحروب
وتعبت البنادق والعساكر والجثث
فيما لو كان للمقابر أقدام
ولدور السينما جناحان
فيما لو قررّ النهر أن يأخذ قسطاً من الرّاحة
والأشجار والظلال
هل سيتّسع لهم سريرٌ واحدٌ بغرفةٍ صغيرةٍ في بيتك الصغير..!
أفكّر يا صديقي ...
أن أصفع هذه الحياة ،
التي جرّتني من أُذني ورمتني هنا
في بيتك أيّها العالم ،
والذي لم يتّسع حتّى لحلمٍ صغير.
أفكّر إن كان سيتسع لنا بيتك الصغير بقلم أحلام عثمان سوريا
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
26 مارس
Rating:
ليست هناك تعليقات: