الكل يكذب بقلم مايا جمال فلسطين

سأفترضُ
بأنَّ كلَّ ما كان هو كذبة الأول
من نيسان.

فالكل يكذب ..
الطقس يكذِب،
وكلمات النشيد الوطني في طابورِ
المدرسة تكذب،
ومعاليه حين ختمَ خطابه على التلفاز :   "نموت وتحيا بلادنا "  يكذب،
ووكالة غوث اللاجئين تكذب ...
ووجهُك الجميل وابتسامتك المستعارة يكذبان...
ورجُل الأمن حين قال لي صباحاً على
نقطة تفتيش : " يومٌ جميل "  يكذب ،
وعَلَم البلاد حين يرفرف فرحاً فوق رؤوس المستضعفين يكذب،
وذاك الذي استيقظ اخيراً وادّعى القوة  يكذب ،
والتي قالت: " لم أعد أريده "  .. تكذب ،
وجارتنا عندما أسألُها عن سبب الكدمات التي على خدها .. تكذب ،
والنشرات الاخبارية التي تتنبأ بنظام آمن .. تكذب ،
‏كاذبٌ من يدّعي النسيان ،
هشٌ من يدّعي القوّة ،
أكثرهم ألماً من يتظاهر باللاّمبالاة ،
لا تصدّقوا الوجوه هي أكثر الأشياء
خِداعاً ، تضليلاً وكذباً
أما انتَ ...
الذي أخبرتني أن لا شيء بعدي ..
لم تكذبْ .