بول عقل بقلم محمود طارقي تونس


ككاتب، 
ميزتي الوحيدة هي أني أستطيع أن أتبول من مكان آخر
وهو عقلي...
لم أحاول أن أكون مهما
لأن مشاكل الإنسان تبدأ عندما يعتقد أنه مهم،
وإن سألتني عن الناس
فسأجيبك بأنهم كالشعر الزائد على جسد امرأة
لأن الأرض ستبدو ناعمة أكثر بعد أن يزيلنا الموت جميعا...
ولم أحاول أن أكون سعيدا
لأني أعلم أنّ الحزن واسع ليرتدينا بلا مقاسات،
في حين أنّ مقاس الفرح ضيق جدا حتى لا يرتديه أحد...
الرجولة بالنسبة لي هي أن أبذل جهدا أقل،
لأن الأنذال يتعبون كثيرا في سبيل نذالتهم...
مازلت لا أميّز بين أعضاء مجلس النواب والأعضاء التناسلية،
لأنهم نكحوا البلاد...
ولكني أفهم جيدا أنّ الحكومة تستعمل سياسة تجويع الشعب
ثم يمارس الإعلام سياسة تكليب الشعب،
حتى صرنا كلابا جائعة تصطاد الأخبار وتنبح...
وأعلم أنّ الجرائم الوحيدة التي تعجز الدولة عن معرفة أصحابها،
هي التي يشارك فيها رجالها...
واكتشفت مؤخرا أنّ الفساد لم يعد رتبة أخلاقية منخفضة،
بل صار رتبة اجتماعية مرتفعة...
ومع ذلك علينا نعلم دائما أنّ العشب ينمو نظيفا حتى لو سقيناه بماء متسخ،
وكذلك سنظل مهما سقتنا الحكومات من وسخها...
وبمناسبة الماء المتسخ
أعتذر من الأوراق
لأني أسقيها ببول عقلي.
بول عقل بقلم محمود طارقي تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 25 أبريل Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.