الفرح بقلم إبراهيم مالك موريتانيا


لقد كان على الفرحِ 
أن لا يطول،
حتّى لا نخسر
لذّةَ الوصول إليهِ
مرّةً أُخرى
كان على الحزن
أن يحدث
لتبقى أرواحُنا مُعلقة
بين دهاليز الألم و الفرح
الفرح المحدود
الذي يحدث تلقائيا
و يأتي دون دعوة
يأتي بعد عناءٍ طويل
و بحث شاق،
لكنّه لا يُعمّر طويلا
و يرحل فجأة
الفرحُ الذي يستشعره
طفلٌ صغير
بعد رؤية ثدي أُمّه
أُمّه
التي تمنحه ثديها
لِتقاسمه نفس الفرح
الذي نراه ُ
في العيونِ المتعبة
حين يُغافلها النّعاس
و في الأفق البعيد
الذي نلمس اقترابه
بعد كل غيمةٍ تمطر
و في ضحكةٍ لِمُتسوّل
إلتقطتها كاميرا مشبُوهة
و الذي نراهُ
في لمسةٍ حانيةٍ مِن مَن نُحب
***
الضّحكاتُ التي
لا نُطلقُها الآن
فرحٌ مؤجّل
لم نصل إليهِ بعد
و رصاصات الجنود المُتبقية
التي لم يستعملوها بعد
هي انتصاراتٌ قادمة،
حين يُقَهقِهُ الوطن
مُشمّرا عن أنيابه
ليغرسها في ظهر كُل طاغية
هِناك فرحٌ قادم
فرحٌ آتٍ
لن يتأخر
فرحٌ لا يُمكننا لمسه على الدّوام
نراهُ يُلوّحُ لنا من بعيد
و هو يقترب
الفرحُ الذي لن يَطول 

و لن نخسرَ لذّة الوُصولِ إليه مرّةً أُخرى.
الفرح بقلم إبراهيم مالك موريتانيا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 25 أبريل Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.