ال 30 حزمة سنوات إنفرطت عن عقد عمرها بقلم مفيدة الصالحي تونس


ال 30 سيَّدَة جمِيلة .
وَكُلَّ مساءٍ ،
حِينَ يأْتي العمى مباشرة من نافذةٍ مفتوحةٍ،
عليها أَن تُفَسّرَ السّماءَ كفلاّحٍ خبيرٍ بهرموناتِ الطّقسِ ،
وتنتبِهَ لِلشَّبهِ بينَ عُرُوضِ الجمبازِ التّي يُتقنها اللَّبْلابُ ،
وبينَ تشويشِ حياةٍ عادتْ منها ناقصةً .
عليها أَيضا أَن تطمسَ الضَوءَ لتنامَ .
ولأَنَّها لا ترى في ما يرى النَّائمونَ ،
تَصُرُّ أَمعاءها وَتُؤَجّلها ،
لِتحلمَ وهي صاحيَةٌ ....
حين تستيقظُ تغسل وجهَ رزنامتها،
تَفرشُ سنواتها
وتزيلُ ما بينهُما بناكشةِ أَسنانٍ ،
لتفتح طريقا فرعيّةً بين الماضي والمُستقبلِ ،
طريقا إِباحيّا مجاورا بقَدرِ الإِمكانِ لأرضِ العراءِ،
تضعُ كُلَّ ثيابها فِي الغَسَّالةِ ،
وتجلسُ أَمامها عارِيَةً لِتعلكَ ياقَةَ الوقتِ .
بينما تذوب الأوساخُ ،
لا تغلِق القوسَ ...
تَمضي لتفتيشِ جسدها سنة - سنة...
تتفقَد سرّتها ،
حبّة الكستناءِ في عُشهَا لم تَفقسْ بعدُ .
دُخانٌ ما يصعد خلف أذنها،
ربّما شيءٌ من تبن " نيتشه" إحترق .
فوق فخذها ظلٌّ باهتٌ لعامِ مرَّ دون أن يكبرَ.
على زندها نمشُ أيّام أضاعتْ مع الوقت طريق العودةِ إليها.
شَيءٌ ما تحت الإبطِ صعُب عليها تحديدهُ ،
لعلّه ورمُ " ديكارت "،
لا فكاكَ منهُ حينَ يمضغُ الخلايا تحت الجلدِ
ويحوّلها إلى كُومةِ خردة لغويّةٍ :
مُترادفات وأضداد مُتَشابكة تَتلوّى ..
النّدبةُ غريبةُ الشّكلِ على الكتفِ ،
عُكّاز و قبعةٌ،
هو " شارلي شابلن " بِعينِهِ ،
لطالما إحتاجتْ ، فِي الّليالِي الصَّلعاء،
صمتا ساخرا كثيرا على العشاءِ .
على مِعصمها تظهر وشمةُ صباحٍ ما
أصابهُ عطبٌ ما لا تَذكرُه جيّدا،
ربّما ذاك الصّباح الذي صحتْ فيه بلا عينينِ ،
فصرخت حتّى سقط صوتها من الأعلى ....
من يومها ولسانُ الثَّلاثينَ أخرسٌ ،
تحيا برأسٍ أشبهَ بشريطِ صُور بقي بلا تحميضٍ ،
وبيدين تُصفِّقانِ لكُلِّ نهاياتِ عُروضِ السّيركِ......
ال 30 حزمة سنوات إنفرطت عن عقد عمرها بقلم مفيدة الصالحي تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 25 أبريل Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.