أنا بقلم مصطفى الحناني المغرب

أنا 
لا همز لي ، ولا لمز 
أفتح عيون الجرح كل صباح 
على نافذة الضًيم 
وأفرشُ لكِ خطوي 
بين همزة القطع ، وغمزة الوصل
محاصرٌ
وجهي بماء تعطّل في دورة الصدإ
كامرأة تعاني اللانتظام في حيضها
لا ، 
ساعة يد .. لي 
معصمي ، فارغ 
كإطار رصاصة 
استُهلكتْ مرارا 
في القتل الرخيص 
محاط بالفراغ من كل جهة 
معصمي ...
اختطفتني ، 
آخر حبات ساعة الرمل من قفاي
وزجت بي في طعنة الوحدة 
كيوسف 
الهارب من ذئب إخوته 
كصورة جدي الذي ماتَ
وكل الأحفاد على الجدار 
تحضُنه
كبقايا رماد ، 
في مكان قديم النّصب 
أنا ...!
نصب تذكار الجندي المعلوم
ولا علم لأحد بمنجزاتي 
في المعارك 
كانوا 
يدونون إنجازات الجنرال 
وانتصاراته الخرافيةِ
في 
النوم على تخت مزيّن بصور حبيبته
ويرقصون ، 
يرقصونَ ..
كلّما ، 
تمكن من الاستمناء على عانته
كما ، 
يرقصون .. لدفن الضحايا كل يوم
وكنتُ ، حينها ..
أتهجى ، 
حروف اسمك بالدمع كالوطن 
جيمٌ .. 
واوٌ .. 
لامٌ .. 
ألفٌ ... 
نُونٌ ....
وأنوي القيّامةَ من رماد النّصب 
كطائر فينيق
وأنا ..
وجه النحاس في قلب الرصاص ...
الدّفينُ 
بالنبش ، في ظل منقار الغراب ...
الحزين ،
الوجيع ،
في عيون التراب ..
اليباس 
في زقّ الحمام ، وسرمدية الغمام
الغموضُ ،
في سرايا الضباب ، وسيرته 
أنا .. شكوى ،
اللااختيار في الصفعة والطلقة
و ما قاله ،
الدم المراق صارخا بأعلى الصوت
على صدر الرصاصة 
حين ، صمتت
وهي تبكي ، حمرته
أهكذا .. 
يكون العناق ، في عنق الزُّقاق ...؟
عشقا ، وموتا ..
أم تراه 
عزرائيل يتلبسك بالمقاس 
في خطف ضحاياه دون عتق ...؟!
أم ترانا 
ترياق السحر .. في كذبة أبريل ...؟!
كذبةٌ ...!
تعبث ، بعقارب الوقت أنّى شاءت
السّحرُ ...!
تسلق ، البياض ذروة الأفول 
والكذبة ...!
زغب ، ابْيضّ منه قفاي ، والذهول
وأنا ...! 
من أكون أنا ... ؟!
من أنا ...؟
أيها النّصب المثبتُ في التذكار
تمثالا ،
في جسدي المشبَّع بالملح ، والنُّثار ...!
أنا ...!
جواب الدم ، في فم الرصاص :
نحن أيها النحاس
الأغبر
الأرمد
الحارق
السارق
الخانق
المارق ، في جوف هزل هذه الحياة ...
مُذ ، 
خلقنا لا نهاب الفتك ، ولا ابن عمّه الهلاك
ومُذ ..
تلبّسنا البأس غطاءات في النعاس 
تهجيناكَ :
ألفًا
لامًا
نونًا
عينًا
ألفًا
سينًا
كلُّ ذي الحروفٌ 
تبعثرت أطرافها
على سرير فوضانا
فنام الموتُ
قرير العين 
في حضن مولاه 
ولانَ 
تهجانا قيْئًا
واحدًا 
واحدًا 
وقد كان ثملاً ، و عريانًا .. 
إلاّ ، 
من جُرمِ كلّ ذي الفضائح ....