غفوتُ وأنا في سِنّ العاشرةِ ...ريتا الحكيم / سوريا
غفوتُ وأنا في سِنّ العاشرةِ، سرقتُ حلمًا وما زلتُ إلى الآن طريدَ العدالةِ الإلهيةِ.
أمِّي تفركُ عينيَّ بالفلفلِ الحارِّ لتتأكدَ أنَّني غارقُ في دموعي، وذلكَ تكفيرًا عَنْ جُنحَتي السَّابقةِ.
أبي يتربَّعُ بينَ جفنيَّ وينفثُ دخانَ سجائرهِ مُعلنًا عنِ ضيقِ ذاتِ اليدِ وعجزهِ عنْ تهريبي خارجَ حدودِ رؤيتِهِ.
التقيتُ Steveie Wonder في كورسِ الكنيسةِ، وأنشدْنا سويًّا دونَ أنْ يعرفَ أنّه هو ذاكَ الحُلُم الذي سرقتُهُ ذاتَ غفوةٍ.
حينَ غنيّتُ لحبيبتي أغنيتَهُ
You Are The Sunshine Of My Life
اختلطَ عليها الأمر، أهدتني نظارةً سوداءَ، ورحلتْ إلى غيرِ رجعةٍ؛ فهي تريدُ عاشقًا يرى ملامِحَ وجهِها وتفاصيلَ جسدِها.
بعدَ أن زالَ مفعولُ الفُلفلِ الحارّ مِنْ عينيّ وخرجَ منهما أبي إلى مثواهُ الأخيرِ، هوتْ أمّي مِنْ أغنيةِ Women In Red، مغشيًّا عليها، وعَلِقتْ بأسلاكِ الهاتفِ حينَ غنيتُ لها
I Just Call To Say I Love You
أعرفُ أنّها لنْ تسمعَني؛ فهناكَ حيثُ هي، شبكةُ الاتّصالاتِ دومًا خارجَ التّغطيةِ، أو ربَّما لمْ تستطعْ دفعَ فواتيرَ دَمي خلالَ السَّبعِ سنواتٍ الماضياتِ بسببِ زحمةِ الأرواحِ على الطّريقِ الصّاعدةِ إلى السَّماءِ.
27/6/2019
#ريتا_الحكيم

ليست هناك تعليقات: