لم يعد ثمّة ما يهمُّ الآنَ بقلم أحمد بيومي مصر

كان يكفي
كي تشتعلَ الفكرةُ
عودُ ثقاب
" يسلبُ شرفَ الغابةِ "
لذا
لاتخفْ
لاشئَ في هذا العالمِ
يستحقُّ أن تقدحَ ذهنَك
خُلقتْ الطبيعةُ عاريةً
وخُلقتَ كي تواري سوأتَها
لا تخفْ
وإن اندلعتِ الثّورةُ
في تنورة حبيبتك
أو تصاعدتْ النيرانُ
مِن رأسِ شجرةٍ طاعنةٍ في السّن
كن ثابتًا
وإن انحرف خطّ الاستواء
واصطدم القطبان
فرائحةُ الموت والبارودِ
والجنديِّ المقتولِ الذي يرقدُ إلى جوارك
تجدعُ اﻷنفَ
سيان ياصديقي
أن يعدَك الشّيطانُ الحربَ
أويعدَك الفقرَ
كلاهما موتٌ
لن تخسرَ شيئا
جرّب أن تبدأ مراسمَ الدفنِ وحدَك
استلق على شقّك اﻷيمن
رددْ أسماءَ من رحلوا
وابدأْ باسمِكَ  " أحمد "
ربّما ساءت نفسُكَ الآن
فأصبحتْ تهذي
كنتَ تظنُّ أنَّ الموتى لن يخذلوك
وخذلوك
أتعرفُ ؟!
دمُ الوطنِ فاسدٌ
لذا ،
لم يعد ثمّة ما يهمُّ الآنَ
هذه الحياةُ لم تعد تمنحني الطمأنينةَ
دعني أختصرُ الموتَ
في وطنٍ لايسمن ولايغني من جوع