خسيسٌ وجهُ اللّيلْ بقلم الثريا رمضان تونس



خسيسٌ وجهُ اللّيلْ،
يُذكّرُني بلسانِ القمرْ،
يلعقُ شرخَ اللهِ في جسدِي
ليقتُلنِي الحنينُ إلى الأُنثَى فيّْ.
أُغلِقُ مساريبَ الهوَى،
ألتحِفُني...
فيثقُبُني إزميرُ الذاكرةْ،
يدُقُّ وتدَ القمرِ فيّْ،
يسْتصْرِخُ رُمّانتَيّْ،
وأفيضُ كنهرِ دجلةْ،
أدُكُّ مدائِنِي،
أرُجُّ الكونَ...
ولا أعودُ إليّْ.

سافرةٌ يدُ العتمةْ،
تُشَلِّحُني...
تفضحُ عطرَ الشّهوةِ
ينزّ من جلدِ النّوَى.
أصابعُ القمرِ تَطحنُ صمتِي،
تتوَارَى بينَ السُرّةِ والقبرِ.
أستنشقُ غُبارَ الخطايَا بيْنَ ضُلوعِ النّشوةْ،
أقبِضُ روحي،
ولا أفْنَى.
أحبِسُ أنفاسِي
ولا يختنِقُ القمرْ.
أمرِّرُ في عُمقِ اللّيلِ كفِّي على زِندِ كتابِي،
أُريدُ تمزيقَ سُطورِي المارقةْ،
أسرِّبُني منْ ثُقوبِ الذّاكرةْ،
لعَلّي إنْ نسيتُني...
فضْتُ على الوسادةِ خاويةْ.

موبوءٌ أيّهَا اللّيلْ،
تُسرِّبُ في جسدِي الحُمَّى،
وتُبقي القمرَ يُطبّبُني.
يخشعُ جبينِي لِكِماداتِ الصّبْوةْ، 
يردّدُ صدَى سِنيني في المدَى...
يسقيني حبّةَ ذكرَى
فأضُوجُ كالوادي بأسْماكِهْ،
يُسربِلُني لحافُهْ،
يحتسِي عرقِي ليُسكِرنِي،
فأُعرْبِدَ كصعاليكِ الشّارِعِ القَفِرِ.

كافرةٌ وشوشاتُ اللّيلْ،
يُصغِي إليهَا القمرْ،
يجيءُ لخِدْرِي،
يسمَعُ وجْسَ النّرجسِ في شفتيَّ،
يلثُمهَا،
ويرْتوي منْ ريقِ الجمرِ فيهَا.
أُحاوِلُ عتقِي
فيُعتقُ سرَّ شغافِ القلبْ.
أبغِي التّوبةْ،
أُهدِي للنّسيانِ قُربانِي،
فتُهنفُ بناتُ ذِكرَايْ.

اللّيلُ والقمرُ صنوانْ،
يُثيرانِ غريزةَ الخواطرِ الجائعةْ،
يفتحانِ فاهَ وحشَ العتمةْ،
يحقِنانِ الجلدَ بالتّفاصيلْ.
أهذِي...
أرْقينِي...
ألفُّ مِبخرتِي عليّْ...
تنامُ كلُّ عيونِ اللّيلِ الدّامعةِ
ولا أنامْ.
_____________
#ليل_كافر
#قاب_حبين_أو_أكثر
#الثــريا
خسيسٌ وجهُ اللّيلْ بقلم الثريا رمضان تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 16 مايو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.