حكاية النّهر..هيثم الأمبن / تونس

 حكاية  النّهر

ـــــــــــــــــــ

لا اسمين لنا، هذا الصّباح !

لا اسمين نتبادلهما

لنفسّر مأزق الصّمت ليوم عابر  يغادر ليلة البارحة على عجل !!

ربّما، تفكّرين، الآن، في وجبة الفطور

و ماذا ستكون وجبة الغداء؟ !

و أفكّر في رائحة نهديك بعد النوم... هل تشبه رائحة الفانيليا؟ !!

بلا اسمين؛

تتحسّسين بقيايا حلم سعيد على رقبتك

و تتلعثم أصابعي في بياضك تحت القماشْ...

هل كان يشبهني حلمك السّعيد؟

لقد كان يشبهُكِ، تماما، حلمي السّعيد...

بلا اسمين؛

دافئ كوب الحليب

و ساخن جدّا.. بياضك تحت القماش

بينما أصابعي

تطالع دفترك الأحمر الصّغير بحثا عن اسم يجمعنا

و تطالعين وجهي

بحثا عن قيامة امرأة أشتهيها !!

تفكّرين في يومك العاديّ جدّا أيّ الاتجاهات سيسلك؟ !

و أفكّر

كيف يكون مذاق شفتيك بعد رشفتين من الحليب الدّافئ 

و نصف رعشة؟ !!

بلا اسمين؛

يشهق مغطس المطبخ،

يترنحّ الكرسيّ،

تلفّ الثلّاجة حبّات التّفاح بورق الألمينيوم

و تستغفر الله

و تصير الطّاولة 

عرشا يتربّع عليه الإله إيروس !

لا شيء يشبه رائحة نهديك بعد النوم،

لا مذاق يشبه مذاق شفتيك بعد رشفتين حليب و رعشة كاملة

و تكتمل حكاية النّهر

حين يندلق فخذاك الأبيضان كضفّتين

و نلهث/ نشهق/ 

نبكي قليلا لأنّ الصّراخ نكهة مكشوفة

و يصير لنا اسم واحد

"حبّي" !!

تهمسين: "حبّي"

أصرخ: " حبّي"

ثمّ

ألملم سمرتي من بياضك،

تلملمين بياضك من سمرتي

و نرتدي اسمينا...

أحمل كيس القمامة و أغادر بكامل اسمي

و تعودين إلى نومك

بكامل اسمك

و ببقايا الحلم السّعيد على رقبتك...


حكاية النّهر..هيثم الأمبن / تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 19 أكتوبر Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.