اليأس مع مرتبة اﻷمل بقلم حسن الخندوقي المغرب

١- سئم النوم أن يراني في مخدعه
أَهْنَأَ بنعمة النسيان .
طردني الصحو من أوقاته
نحو مملكة العميان .
لا أصحو .. و لا أنام ..
متشرد في هيولى
في الثقب الفاصل
بين حَدَّيْ النور و الظلام .

٢- لا أصحو .. و لا أنام ..
مخلوق من لهب اليأس اللافح
في مطاردة أزلية
لﻷمل الهارب من نُسْغي
كالماء الهارب من نسغ عود يابس
مُلْقىً على قارعة الطريق
يَتَشَمَّمُه قطيعٌ عابرٌ
في عامِ جفافٍ غريق .

٣- لا أصحو .. و لا أنام ..
حتى تقبضَ أصابع اللهب
على ماء اﻷمل .. فلا
يتسربَ منها السيل
كي لا يجرف العودَ اليابسَ
في طوفان النهار و الليل
لا أريد للقطيع العابر
ْأن يُحْرَم شَمَّةَ اﻷمل .

٤- يأسٌ ألّا أصحوَ .. يأسٌ ألّا أنامَ ..
اﻷمل هو الثالث المرفوع
على ظهر سيزيف
في صعودٍ لاهثٍ
و نزولٍ عابثٍ ...
هل يعيرني الفينيق
شيئا من رماده
لعل و عسى ينبعث .. أملي منه .

٥- لا أصحو .. و لا أنام ..
كل الحواس ، لي ، تَنَكَّرَتْ
اليد التي تكتب القصيدة
ليست يدي...
ليست يدي...
أمسي تبرأ مني
و نفاني نحو غدي
كيف أَتْلوها و قد فقدتُ النطق
فصرتُ ، بالكاد ، أتعلم الكلام .

٦- لا أصحو .. و لا أنام ..
يأسي عظيمٌ
مع مرتبة اﻷمل القصوى
وهمٌ من اﻷوهام
صنعتُ منه حلوى.. أَنْضَجْتُها
في الثقب الفاصل
بين حدي النور و الظلام
وليمةً دعوتُ إليها كل حواسي .

٧- لا أَمَلُّ من اﻷمل
رغم أني لا أصحو .. و لا أنام ..
يا أيتها الحواس التي تداعَتْ عليّ
ارجعي إلى حفلة التنكر
فهناك تركتِني بين ماء و لهب
عودا نحيفا .. عَقَّ كومة الحطب
كل قطيع عابر.. في كل مواسم الجدب
لا بد أن يهتدي بي .. نحو مراتع الخصب .