محطة العدم .....حسن الخندوقي / المغرب





لن أنتظر ، بعد اليوم ، شيئا
في الواقع ، منذ الأمس
اتخذت هذا القرار
لا تعتقدوا أن الأمس هو البارحة
بل هو يوم سحيق
في ماض غريق
و لسوف يبقى هذا القرار
ساري المفعول
حتى يثبت لي
شيء ما.. أي شيء
أن تحملي لعذاب انتظاره
يستحق أن أن أتكبده
في سبيله
إن تيقنت أنه سوف يأتي
و بما أنه لا يمكن لهذا اليقين
أن يتحقق
أو يقنعني بأن المنتَظَر
سوف يأتي
فلسوف أصر على قرار
عدم انتظار أي شيء...

لن أنتظر فرجا
رغم أنهم يقولون :
انتظار الفرج عبادة
لن أنتظر عملا
و هْو أيضا عبادة
لن أنتظر حبا جديدا
رغم أن الحياة من دونه محض عادة
لن أنتظر أن يعيد ليَ الوطن اعتباري
فلقد فقد الوطن اعتباره
لن أنتظر مزيدا من العمر
ما مضى منه أفقدني شهية الحياة
لن أنتظر مواعيد الطعام
أو الحمام
أو المنام
و لن أنتظر إذا ما نِمْتُ
أن أصحوَ
و لا إذا صحوتُ
أن أُعاقِرَ الأيام
أو تعاقرَني الأحلام
لن أنتظر حتى الموت
فللقدر توقيتات غريبة
كم شيعتُ من أحباب و أصحاب و أتراب
و كنت أرجو أن يشيعوني
لن أنتظر الحافلة
التي تعود إلى المحطة كل يوم
قادمة من مدينة القلب
فأطوف بها سبعا
أقبل ذا الحديد و ذا الزجاج و ذا المطاط
و كأنني أقبل خدكِ
لن أنتظركِ حتى أنتِ يا حبيبتي
                                                                            ........
و متى غادرتِني حتى أنتظرك
أنتِ الروح
أنتِ النبض
أنتِ الهواء
أنتِ الحياة
أنتِ كل الإنتظارات
أنتِ التي ستشيعني
إلى مثواي الأخير
راضيا مرضيا
إذا ما حقق الله لي معنى انتظارك...

طبعا ، لن أنتظر
إعجابا من أحد
بهذا النص العدمي
فإن صاحبه ما عاد يعجبه العجب...

                                         ح - خ  ( ابن الزاوية )
محطة العدم .....حسن الخندوقي / المغرب Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 20 يونيو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.