لا تنم خلف الباب بقلم عامر الطيب العراق


لا تنم خلف الباب ،
إذا حدث طوفان ستبدو تعيساً
مثل الأنبياء القدامى.
إذا كانت فتحة الباب ضيقة
سيكون منامك مرضاً شديداً للعالم .
إذا دخلتْ امرأة
ستعبرك كما تعبر جثةً .
و تقول لك سراً ساذجاً
لا يمكن أن يكون وراء الباب ظلّ
فلم يحدث إن غامر أحد و وضع وردة هناك
و لعلك اخترت ذلك المكانَ لمزاج شخصي
أو بسبب الهلع من الحرب
فينبغي أن تعي هذا
إذا بدأ القصف
و حاولتَ أن تنجو
فسيتكفل صاروخ صغير بتدبير باب آخر !
...
لا تقبلُ اليدُ أن نسميها يداً
إلا بعد التأكد من أصابعها
ومن أنها قادرة على نقل شيء من مكان إلى آخر
لكنّ كل الأمكنة صارت قريبة الآن
وبإمكانك أن تسمي قدمك النشيطة يداً أيضاً !
...
كيف يرى البحر صورته
من النافذة
هو لا أحد إذا ما فعل ذلك
هو ضعيف كعاشق
حاول أن يؤلف كتاباً عن الرملِ فحدثت الحرب!
...
تمنيت أن أنجو بجلدي
كأن أموت بجانبك و يتعرض جسدي
لإصابات طفيفة فقط
أفقد عينيّ
أو يتمزق بطني
أو تختفي أذناي
انني سأحبك بالقدر ذاته
حتى مع هذه الإصابات
استطيع أن أخترع كلاماً شيقاً عن مأساتي !
...
قال ماركس العظيم
لقد اكتفى الفلاسفة سابقاً بتفسير العالم
و عليهم تغييره الآن
و حاولتُ أن أغير أشياء شاخصة في حياتي
أغلقتُ الشباك
بدلاً من أن أقول لمَ هو مفتوح إلى الآن؟
حلقت لحيتي
و لم أقل لمَ علي أن أطلقها ؟
غيرت ثيابي،
غيرت مكان المزهرية،
قلبت ساعة الجدار لئلا تظل الأميال مشحونة بالأمل،
ثقبتُ صورةً لنهر ،
أطفأت مصباحاً مشتعلاً
و تأكدتُ من إطفاء المصابيح الأخرى،
كتبت رسالة خاصة لامرأة
و لم أقل
لم يفترضُ أن أكتب لها ؟
شوهتُ الأرض التي التقينا بها ككائنين خفيفين ،
جعلتُ حبك إلهاً قوياً
ليعاقبنا على الأخطاء الصغيرة إذا متنا !
...
لا أفكر أن أحبكِ كما يحبك
عشاقٌ عظام في التأريخ
لا أريد أن أكون بطلاً،
الأبطال يموتون مبكراً
مثل الفقاعات التي تتوهج في المياه .
أفكر أن أحبك بشكل بسيط
كما تتنتحر نملتان
في عين الرجل الأعمى
ليرى الصورة الأوضح عن العالم !

لا تنم خلف الباب بقلم عامر الطيب العراق Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 30 يونيو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.