بارعة أنا في بعثرة نفسي بقلم نسرين المسعودي تونس

بارعة أنا في بعثرة نفسي, أتقن الحزن أشربه حدّ الثمالة , أمارس بسواده ازدواجيّتي أشبع بطنها و أدلّلها , أمزّق كليّ بنرجسيّة شرسة و أتلذّذ صوت وقوعي و انهياري ,لا انكر أنني أبيع الكلام , أضمّد النزف و أحتضن الوهم .
تناقضي وتر يعزف الجنون ,ليرقص الموت و تضحك الحياة ,و تكتمل الملامح عند المرايا
أنا لا أفرّ لألمي دون خيارات و لا أسكب القتامة فزعا من الالوان
إنما هو وقع النبض بوتري يهبني أجمل اللوحات ,ريشة فنان تترنحّ بمدني الخرساء .ترسم لي الحقائق الموحشة
صوتي المصلوب بشرياني يترجم لغة الجدران و الخراب لا يجيد الحديث المرتّب كالعناوين و لا يجذبني الوجه الملائكيّ السعيد, بداخلي نامت السماء و عانقت الأزرق المخيف ,أحبّ عطر الشتاء النائم بالجوارح , أحبّ الصمت المكتظ بالعشق , أحبّ ملامح العصيان و التشتت و الامتلاك .
هذا الادمان المزمن السعيد , قدرتي الرهيبة على احتواء التفاصيل الهاربة ,هذا التأمّل الأبله حدّ الضياع و الشرود ,مضاجعتي لأشباح لا أعرفها
و يقيني أنها تعرفني باستسلامي و خضوعي حدّ الاشباع الرهيب
هذا الجنون الشهي يٌغرقٌ أركان صمتي , يجعلني أنتحب حتىّ التبخّر حتّى الذوبان
انتفض كل مرة عاجزة على ترميم كدماتي و وجعي المضني
و أسأل نفسي لما هذا الموت لما هذا النشور ؟
تقف كل حواسي بكف يدي و تملؤني بالشكوى بعد كل اضطهاد لأبرّر لهذا الجسد المتصارع بالتنافر الضدّ بالضدّ و القبول بالقبول
أكرّر متاهتي و دوراني حول نفسي دون ملل دون ندم
مزدحمة أنا بالضجر و القلق و احتساء الفراغ و ترتيب الجثث بذاكرتي و اختيار ازمنة لهدايا الفراق الاختياري و المتعمّد
رغبتي الملّحة في عناق انتحار جميل و طويل منهك
حدسي الدقيق حتى النبوءة بالمطر
فطنتي المفترسة و عشقي لنشوة الغواية
و هوايتي الأزلية في البكاء و الضحك المبلّل بالهشاشة
سيئة أنا أجمّل نفسي كل يوم لأرواح تقرؤني
لكنني أعلم أنني أغرق في وحلي
أصارع امرأة تجلدني و أبتسم لأحبّتي .