خربشات بعد منتصف العقل بقلم سلوى اسماعيل سوريا

في مقهى بحري ،طلبت فنجانين من القهوة
ودعوت البحر لمشاركتي امسيتي ،تمدد حتى بلل قدميّ
وهمس استمتعي بقهوتك ،وانا ادغدغ اصابعك ،استرخي ليرتاح جسدك المنهك من التسكع ،انسي كل شيء ،وراقبي النجمات الغبيات كيف يغازلن القمر
ولكن الشقي بدأ يرتفع حتى لامس ساقي
وغمز لي ،كيف طعم قهوتك ؟هل مازلتِ تشربينها دون سكر؟
هل مازلت تلعقين شفتيك بعد كل رشفة ،اشعلت لفافة تبغ
ونظرت إليه مطولاً وقلت له: بالله عليك يابحر اخبرني اي طريق سلك من ركب متنك وهاجر ؟ أين خبأت رسالة عاشق حبيبته على الشاطيء الآخر تنتظر؟ أين الاطفال الذين حلمت يوماً بانجابهم ولكن عقمك منعك ؟احنى رأسه وقال :
انا البحر الذي تغنى به كل العشاق ،كنت انصت لقبلاتهم
بين صخور شاطئي ،ومعهم اتأوه ،أنا الذي امرت الموج ان يعانق رمل الشاطىء ليمحو آثار اجساد تمددت ،كي لايفضح سرها وتستمتع اكثر ،انا لا أغدر بمن يعشق
ومن يركب امواجي فهو آمن ،ولكن جبال الخوف والفقر والقهربداخلهم ،لم يتحملها ظهر المركب فغرق
انت تكذب يابحر، كانت حفنة أحلام وأمنية لحياة تليق بإنسانيته ،التي فقدها على حافة وطن كل ليلة يُغتَصَب.