شكرا أيها اللص بقلم فتحي مهذب تونس
شكرا أيها اللص
الذي إختلس حمامة مطوقة
من عش عمودي الفقري..
ثم أعادها بلطف
بين شقوق مخيلتي..
لأنها لم تكف عن النواح..
ومناداة أصدقاء لم يولدوا بعد.
شكرا أيها المطر
لأنك بكيت طويلا هذا المساء
مثل أب صالح
تهشم مركبه العائلي
على صخرة الواقع .
شكرا أيها البرق
لأنك تلبس نظارات شاعر
ضعيف البصر
ومن حين الى آخر
تسقط بقع حمراء من تلة كتفيك
المتشققتين..
شكرا أيها الذئب
لأنك التهمت ناقدا حزينا
في غابة النص
بدم بارد وأعصاب من حجر البازلت..
شكرا لأنك تعوي أمام جمهرة الكلمات..
كلما تبدى شبح اللامعنى..
شكرا أيتها المرأة
لأنك أكلت عمري المملح
بملعقة من ذهب..
مثل سمكة سلمون مشوية
على ثالثة الأثافي ..
شكرا لأنك قطعت أصابعي
لأني تسلقت سياجا محرما
في بستان هواجسك النادر..
شكرا أيها الأصدقاء
لأنكم لم تتعبوا إطلاقا
من نصب الكمائن لحمامة روحي..
وقتل حلفائي بكلمات سامة للغاية..
شكرا يا رب
لأنك تهدم ما تبنيه
بمضي الوقت..
لأنك تخلق الأشياء الجميلة
ببلاغة نادرة جدا
ثم تسحبها تدريجيا من خشبة
المسرح العبثي..
لا ترق لدموع الملائكة
ولا موت الأزهار في حديقة الأرملة..
وتظل تجر العالم مثل أسير روماني..
وراء عربة الحتميات البائسة..
شكرا أيها الموت..
لأنك لم تزرني منذ ستين سنة
لم تصوب مسدسك الشهير لما بعد الحداثة..
راسلتك مرارا لحضور مؤتمر متناقضاتي..
لكنك تجاهلت بريدي..
وظللت تجوب أزقة أجساد هشة
بدراجتك النارية..
دون مبالاة بصفير عظامي ..
وتلويخ يدي لمقامك العالي..
شكرا أيها الموت لأنك باب واسع
ندخله مثل شرفاء أحرار
لنعانق الأبدية في أدغال النوم الباردة.
شكرا أيها الشعراء
لأنكم قتلة محترفون..
تتربصون بضحايا الكلمات
في الأماكن المعتمة .
شكرا أيتها الشجرة
لأنك تشبهين أمي
في صمتها العميق..
وقوفها منتصبة أمام نباح الحتميات..
وحكمة بوذا في خلوتها الفريدة..
شكرا أيها الجسد
لأنك لم تك ملكي أبدا
لم تك غير بيت كثير العطب..
شكرا أيها الرأس الملعون
لأنك قلعة مليئة بالأشباح.
الذي إختلس حمامة مطوقة
من عش عمودي الفقري..
ثم أعادها بلطف
بين شقوق مخيلتي..
لأنها لم تكف عن النواح..
ومناداة أصدقاء لم يولدوا بعد.
شكرا أيها المطر
لأنك بكيت طويلا هذا المساء
مثل أب صالح
تهشم مركبه العائلي
على صخرة الواقع .
شكرا أيها البرق
لأنك تلبس نظارات شاعر
ضعيف البصر
ومن حين الى آخر
تسقط بقع حمراء من تلة كتفيك
المتشققتين..
شكرا أيها الذئب
لأنك التهمت ناقدا حزينا
في غابة النص
بدم بارد وأعصاب من حجر البازلت..
شكرا لأنك تعوي أمام جمهرة الكلمات..
كلما تبدى شبح اللامعنى..
شكرا أيتها المرأة
لأنك أكلت عمري المملح
بملعقة من ذهب..
مثل سمكة سلمون مشوية
على ثالثة الأثافي ..
شكرا لأنك قطعت أصابعي
لأني تسلقت سياجا محرما
في بستان هواجسك النادر..
شكرا أيها الأصدقاء
لأنكم لم تتعبوا إطلاقا
من نصب الكمائن لحمامة روحي..
وقتل حلفائي بكلمات سامة للغاية..
شكرا يا رب
لأنك تهدم ما تبنيه
بمضي الوقت..
لأنك تخلق الأشياء الجميلة
ببلاغة نادرة جدا
ثم تسحبها تدريجيا من خشبة
المسرح العبثي..
لا ترق لدموع الملائكة
ولا موت الأزهار في حديقة الأرملة..
وتظل تجر العالم مثل أسير روماني..
وراء عربة الحتميات البائسة..
شكرا أيها الموت..
لأنك لم تزرني منذ ستين سنة
لم تصوب مسدسك الشهير لما بعد الحداثة..
راسلتك مرارا لحضور مؤتمر متناقضاتي..
لكنك تجاهلت بريدي..
وظللت تجوب أزقة أجساد هشة
بدراجتك النارية..
دون مبالاة بصفير عظامي ..
وتلويخ يدي لمقامك العالي..
شكرا أيها الموت لأنك باب واسع
ندخله مثل شرفاء أحرار
لنعانق الأبدية في أدغال النوم الباردة.
شكرا أيها الشعراء
لأنكم قتلة محترفون..
تتربصون بضحايا الكلمات
في الأماكن المعتمة .
شكرا أيتها الشجرة
لأنك تشبهين أمي
في صمتها العميق..
وقوفها منتصبة أمام نباح الحتميات..
وحكمة بوذا في خلوتها الفريدة..
شكرا أيها الجسد
لأنك لم تك ملكي أبدا
لم تك غير بيت كثير العطب..
شكرا أيها الرأس الملعون
لأنك قلعة مليئة بالأشباح.
شكرا أيها اللص بقلم فتحي مهذب تونس
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
11 سبتمبر
Rating:
ليست هناك تعليقات: