دائماً بقلم منى محمد سوريا





دائماً
الصمت من حولي كثير
أحاول قطفه بيدي
وبدموعي
أجزّهُ كالنباتات الضارة
وأهذبه بمقص الغناء ...
الشجرة التي زَرعتُها في رأسي شديدة الكثافة
حتى في الخريف والشتاء
أوراقها تتدلى فوق وجهي وتغطي عيوني
نظرتي مثمرة بالمعاني
ومورقة دائماً أفكاري
لم أكتب يوماً عن كيفية الوقوف مقابل مرآتي الدائرية
وعن قدرتي على التكوّر مثل حلقة فارغة
نعم
أستطيع تقليد المرايا
وأستحيل مربعاً بزوايا حادة وزخارفاً مملة كلما وقفت أمام المرآة التي علقتها أمي عند مدخل البيت
ثم يتقطّع جسدي إلى قطعاً صغيرة كلما مررت أمام المرآة المكسورة المعلقة على واجهة المتجر المقابل لبيتنا
لقد أخبرتك،
الانعكاس حرفتي الصامتة
والصمت دائماً كثير
أكثر من الحزن
أكثر من الظلال والذكريات
كيف ستفهمني؟
و كلما مددت إليك أصابعي
تفرد ذراعيك باتجاهي ثم تنادي بأسمي
لا أحتاج صدرك
أحتاج المزيد من الفراغ الذي يجمعني بك
والمزيد من حقول ملامحك الشاسعة
كي أزرع فيها نبضي الذهبي .....
اللقاء محرقة
وأنا أرغب بالمزيد من احتمالات الجنون والأحلام
- تقول أمي :
عليكِ أن تبتسمي بشكل مستمر
حزنكِ سيترك آثاراً لن تمحى
على صوتكِ
على جلدكِ
وعلى وجنتيكِ العابسة
- وأقول :
إذا، ماذا أفعل بتلك المرايا المتشظية في روحي
لقد انكسرت ملامحي
وأصبح وجهي حاداً يجرح كل من يلمسه
أنا أنعكس بشكل مرعب ياأمي
بإمكاني مثلاً تقمّص صوت مشاجرة بين شخصين
أو صوت إيقاع خلفي لأغنية مليئة بالضوضاء
أستطيع أن أكون مطراً يهطل فجأة
بكاء طفل
لهيب شمعة
كيساً من البازلاء المجمدة
صندوق موسيقى
أو طبقاً من البرتقال
ليس لي شكلاً محددا
فكيف تناديني بأسمي دائماً
وكيف تطلبين مني جمع تبعثري اللامحدود؟
دائماً بقلم منى محمد سوريا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 17 سبتمبر Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.