وما يحدثُ الآنَ ......أيمن معروف / سوريا
•••
وما يحدثُ الآنَ
أنّي أَضَعتُ غدي وغداً سأُفتّشُ
عمّا أَضَعتُ.
كَبَتْ خيلُ قلبي
على عتبةِ البابِ تقرأُ ما يستجدُّ
منَ الموتِ.. تختبرُ البرقَ.. تُحصي أصابعَها
واحداً.. واحداً..
لمْ تُضِئْ وجهَها
في ارتكابِ المهاباتِ كلُّ النّساءِ
اللّواتي عَبَرْنَ..
كَبَتْ خيلُ قلبي..
فأينَ المطايا لأعبرَ وجهي.
كثيرونَ مرّوا ببابي وأرخوا هواجسَهُمْ
واستراحوا..
كثيرونَ..
يا ما تمنّيْتُ لو علّقوا في
سماءِ التّذكُّرِ أسماءَهُمْ لأُواصلَ
هذا النّشيجَ.. النّشيدَ..
فما زالَ
شيءٌ منَ الرّوحِ ينتفضُ الآنَ
تحتَ التُّرابِ.. يُقاومُ ما بي..
يمدُّ لِيَ الماءَ حتّى يُبلِّلَ وجهي..
يمدُّ الينابيعَ حتّى تُناولَني حلمتَيْها الينابيعُ..
ليسَ سوى الموتِ ما يستطيعُ
.............
.............
وليسَ ...
فما أرخصَ الموتَ!!.
ما أثمنَ الموتَ حينَ يُفتِّحُ بينَ يدَيْهِ حنانَيْهِ
حتّى يُفتّق كُمَّ بنفسجِهِ بأصابِعِهِ البيضِ بينَ انكساري..
وبينَ انتظاري..
توقّعْتُ..
ليسَ سوى الموتِ ما يستطيعُ.
التّواريخُ،
تمشي اتّجاهَ التّواريخِ مقلوبةً
والرّجالُ الرّجالُ على (بَخْتِهِمْ) يضحكونَ.
فما عادَ، مَنْ يشتري.. أو يبيعُ..
وكلٌّ تحوّلَ حَسْبَ الظّروفِ إلى ضدِّهِ،
ثُمّ،
لا شيءَ يحدُثُ أكثر منْ
طلقةٍ في قَفا الرّوحِ.. أكثر منْ طلقتَيْنِ
لكيْ نرفعَ الآنَ قائمةَ الشُّبُهاتِ.
منَ الماءِ للماءِ
خمسونَ جرحاً توقّعتُ عنها
المراراتِ حتّى..
فكيف أُكَفْكِفُ روحي..
وكيف أُواسي البكاءَ وما بيننا منْ
تفاصيلِ لَيْلَكَةٍ قايضتْنا الغوايةَ بالدّمعِ..
واللّيلَ بالشّمعِ..
أَلْقَتْ مفاتيحَها في الحكايا.
وكيفَ أُواري دمي.
أو أُداري احتمالاتِهِ في السّنينِ الّتي
عبرتْ خوفَهُ والسّماءِ الّتي هتكتْ صوتَهُ
والهواء المرير وما يُوْلَمُ الآنَ منْ مأْتَمي.
............
..............
كيفَ لي
أنْ أُصالحَ ما يتردّى بذاكرتي
منْ تَآَريخِ هذي العواصمِ وَهْيَ تُلَمْلِمُ
أثوابَها المُوحِلاتِ.
وكيف أُصابحُ
ما يتبدّى منَ الطّلَلِ العربيِّ لباصرتي
وأنا قابَ قوسٍ منَ الحَلَكِ المُستديرِ
أرى كومةً منْ سليلِ الطّوائفِ تحتدُّ في زَنَخِ اللّيلِ..
في أَيْكَةِ الشُّبُهاتِ..
أرى جثثاً
أنتنَتْ في حريرِ النّعاسِ.
وكيف أُكفكفُ روحي!!.
ولمْ يبقَ في الرّيحِ غيرُ التّباريحِ
تختالُ شَمْتانةً بينَ جُلْجُثَتَيْنِ وعشرينَ رأساً.
توقَّعْتُ
أنْ أستجيرَ الدّموعَ غداً.
فما يحدثُ الآنَ
أنّي أَضَعتُ غدي وغداً سأُفتّشُ
عمّا أَضَعتُ.
•••
وما يحدثُ الآنَ ......أيمن معروف / سوريا
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
03 نوفمبر
Rating:
ليست هناك تعليقات: