شيء من الهامش، شيء من العشوائية ....عبدالنبي حاضر / المغرب
أكتب كهامش
ضاقت به الحياة
وأفسح صدري لها
فكوني رجُلا
ياحياة
من هامش لمركز على هامش التاريخ
لا أحسب الوجود
بالمتر المربع
بل بالجذر المربع
لطالما أكلت من دقيق الواقع الرديء
ها أنذا خبز أسود
يستهويه الجمر
ويوهجه الحريق
أقيم في الخيال ليس هروبا من الواقع
بل لأجعله
يقوم
متوسلا رافعة الحلم
نيتي أفظع من كلمتي
سأعيد تعريف الأشياء
فمن يحدد الاسم
يتربع على عرش الزمن
وسأعيد أيضا
تزييف التاريخ
كيلا أكفر بالإنسان
حسابي مع الانسان وليس مع احد سواه
أن ينشل غني فقيرا
قبح
فقير فقيرا
قبحان
هامشي قديم
يطرد هامشيا وافدا على الهامش
ليخلو له المركز
تحت غياهب الرصيف
كنت هامشا وكانني
صِرْتُهُ الآن مكانا وصارني
أتزمّن منه كينونة
لألدني وأدُلّني
أجبل الصيرورة عليّ
وانعتق سيرورة تسعى
أطفأت الشمس اشتعل ظلي
غادرتك ايتها الصامتة
سيان أن يفترشك
الان
او يفترسك غدا
ضبع او اسد
امتد في قوس الوجود
حبل غسيل
في حي عشوائي
حمالة صدر مكتنز
تهفهف على مرأى من الريح
سروال فقيه يحرم الاختلاط
في قلبي
تسكن خرائب صفيحية
كل منها
تكن جريمة عشوائية
ضد النظام
لا أمسك العصا من الوسط
أقبضها من ذيلها
وألقيها في بؤبؤ القبيح
كل قطرة مطر تسقط من سقفي المهتوك
دمعة ناشزة
تتأبط الفيضان
كل لفحة صهد تعبر سطح جمجمتي
شحنة مضمرة
تتحين الانفلات
كل شاي بلا نعناع وسكر مغشوش شربته
يتفاعل في عضلاتي
بلوتونيوما جائعا يُعَنْقد الانشطار
كل قمح متسوس أشبع أمعائي غصة
يزهر سنابل شائهة
تحوّل الحقول الى مستنقعات عصيان
كل عصبون تالف نجا من عمليات غسل الدماغ
ينفرط خلايا ڤيروسية
تسرطن الأفكار وتخمج الأنماط وتنحرف عن الصراط
كل حلم كفنته يد سوداء بفتوى بيضاء
يحبو لغما
تحت أرائك القداسات
كل صمت دعسته كواتم الصوت
يتسرب غاز بوطان
يتعقب قداحة طائشة
أنّات الأمهات الشائبات و زفرات الأباء المتجعدة
تتكورل أغنية ينشدها الأطفال
وتسير بها جموع النابحين
عشوائيتي ماهيتي
أبعثر الترتيبات
أطمئن للفوضى
وأستقل أقرب ريح لأنشر العدوى
لن أضرب بحجر او اجرح وردة
سأسرج خيول عربات الشمس
أجر البحر من ورائي
وأسير مع الهيسبيريات لنرعى التفاح الذهبي
وأعصى
.
.
.
سأعصى
سأعصى
شيء من الهامش، شيء من العشوائية ....عبدالنبي حاضر / المغرب
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
07 نوفمبر
Rating:
ليست هناك تعليقات: