جئتك أيًّها الشِّعر عارية .....بقلم رزيقة بوسواليم/ الجزائر





ليس في ذاكرتي شيءٌ من الشِّعرِ ،
أزرع بذور اللُّغة 
جسدي تربة داكنة
والماء  ذاك الخيال السَّاقي .

قال لي الشِّعر :
أنت نبتة الغابة المتوحشَّة
وفي المطر آيات الغيب السَّائل فيك .

وقال :
اذهبي أيَّتها المبشَّرة بالحرائق الخضراء .
ثمَّ عودي جمرةّ ذكيَّةً تحت رماد الكون .

وقال :
ستنفخُ ريحٌ يدها العظيمةَ في رحمكِ
فتنضُجين ناصعةَ النَّار والأنساغ .

وقال :
مدِّي جذورك في العمق
وتدَّلَّلي ،
من تحتكِ البللُ ومن فوق جسدك الاهوال المذكَّرة .

قال الشِّعر :
روحكِ  الغيب تسيل في عروق الحياة الميِّتة
فتُحييها .

وقال :
النَّصُ له أظافر فهيّئي جِلدك للهرشِ العنيفِ .

وقال :
للصَّوت ، للمعنى ،
كوني الواصلةَ حقول الرؤية القصوى .

وقال :
تنُّورك ينادي ،
اعجني خبزك بالحزن واغمسي لحمك في نهر الكلمة المقدَّس .

وقال :
في عينيك نظرة الغيمة  البتول   .

وقال :
غابتُكِ تحترق فاسكبي عليها دمكِ وسيري نحو اللَّه عارية .

وقال :
 أيَّتها
النَّبية الشِّريرة الفادحة ،
جيوبُ الكلام لا تفرغ من حلوى الابتهال .

وقال :
مابين ساقيك قطفَ اللَّه وردة
وزرعها في كهوفه البعيدة .

وقال :
للوحي تجلَّيْ حافية الجلد ، وانصتي
للكائنات الدَّقيقة عند تزاوج الأصوات  .

وقال :
لقحي صوتك خارج أسراب الجراد ،
انتشري ، جناحاك من رفرفة الموج قُدَّت ، وحركة الماء فتنتك .

وقال :
أيَّتها النَّملة الدؤوبة
أيَّتها السَّمكة الجارحة
أيَّتها البذرة في طين حميم
أيَّتها الربَّةُ في كونك
أيَّتها القطرة في حميمية التكوين
أيَّتها النقطة حين البدء وفي سَكْرة الامتلاء .

وقال :
لا تكفِّي ، لا تنتهي ،
تناولي الرِّيح وارسمي خرائطك المفتوحة  .

وقال :
زغبك مثالي الرَّغبة
ومناقير الغناء
وزعانف السِّباحة
وقرون استشعار
وقبلة الشِّفاه المُملَّحة .

وقال :
تمزَّقي  ،
خيط دخانك يشير بإصبعٍ دلاليٍّ
عن آثار اهتزاز النَّار في جذعك الأنثوي ،
عن رعشة الطَّبيعةِ .

رزيقة بوسواليم #/
جئتك أيًّها الشِّعر عارية .....بقلم رزيقة بوسواليم/ الجزائر Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 19 ديسمبر Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.