ضحك .....بقلم هيثم الأمين / تونس


ضحك
ــــــــــــــ
أريد أن أضحكْ
و لا شيء يدعو للضّحك !!
أبي عاقر؛
فمن أين جاء
إخوتي
الذين سرقوا حذاء الله
من أمام المسجد؟ !
و جثّة أختي،
التي تنام، كلّ ليلة، في فراش نبيّ جديد
ثمّ تدسّ الكثير من ذرّيته الصّالحة، في رحمها
لتتقيّأهم، صباحا، على هيئة أطفال؛
من أين جاءت؟!!
و أنا
الذي أشتهي طبق ضحك
و لا إخوة لي إلّا في أحلامي
لِمَ
لمْ أُسافر، إلى الآن، إلى عُقر أبي؟!!
لا شيء يدعو للضّحك
و لكنّي
سأضحكْ
من بطن أمّي الحبلى بحزنها الألف،
من حبيبتي
التي تفقد عذريّتها،
كلّ ليلة،
و في الصّباح،
تتذكّرُ أنّ الدّم، الذي نزف منها، كان من جرح في معصم وحدتها،
من وجه صديقي
الذي ذهب إلى الموت عاريا و لم يستح من عينيّ الذّاهلتين،
من بلد كان بإمكانه أن يكون "وطني"
لو كان يتحدّث لغة أفهمها
و لو أنّه لم يجتز الحدود خلسة
ليبيعنا،
هناك، على الأرصفة الغريبة،
كأدوية مضادّة للاكتئاب و كحبوب فياغرا
و من قرار المسؤول الرّفيع المستوى الذي أمر بغلق خصيتيّ و بإيقاف الانتاج
و انهاء مهامّي كمدير لتسويق بؤس أجدادي! ! 
سأضحكُ كثيرا جدّا
فكلّ شيء يدعو للضّحكْ:
الموتى العائدون عراةً من أفواههم،
الأحياء الذين صاروا قطارات لا تقف في كلّ محطّاتي،
المرايا التي يُضحكها عريي،
أحدب نوتردام الذي صدّقتُ، و أنا أشاهدُ قصّته فيلما للأطفال، أنّه أنقذ آزميرالدا
و أنّ آزميرالدا، في آخر القّصة، اكتشفت أنّ روحه جميلة جدّا
و أنا، أيضا، أدعو للضّحكْ...
سأضحكُ كثيرا جدّا
فوحده الضّحك الطريق الآمنة إلى نوبة بكاء
و أنا
محتاج جدّا لنوبة بكاء.
ضحك .....بقلم هيثم الأمين / تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 11 يوليو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.