نشيد آدم ( من ٣١ حتى ٤٠ ) بقلم محمد آدم / مصر




[31]

أكره الميتافيزيقا

أكره حضارة المثلثات

والمربعات

واقتصاد السوق

أكره البنوك والسوبر ماركت

وميكانزمات العولمة

والكوكبية

أكره كل ما يمت إلى الميكانيكا بصلةٍ

هل صارت الميكانيكا

بديلاً عن الله؟!



[32]

أرفض حضارتكم الملوثة ببقع الدم وطراوة الأنقاض

أرفض نواياكم الحسنة والسيئة على  السواء

أكره هواءكم المدبوغ على الطرقات

بالأكاذيب

والخزعبلات

مثل جيف لفئران ميتة

أكره مصحاتكم المعبأة بالبلاجرا

وفقر الدم

أكره صحافتكم الخربة

المملوءة بالروث

والبلهارسيا

أكره أغنياتكم الفجة وموسيقاكم التى تشبه المرض العضال

أسخر من موتكم المجانىِّ

وحياتكم الاعتباطية

أكره الصادر والوارد وحساباتكم الحشرية التى تطاردنى عند كل شهقة

وتنام كالمخدرات تحت رئتىَّ

آه

من زيفكم أيها الكلابُ؟!!



[33]

ما جدوى كل شىء

وأى شىء

كل ما هو كائن سوف يكون على ما كان

سوف أفعص الزمنَ تحت قدمىَّ كحشرةٍ

وأركن رأسى إلي الأنقاض دائما

كيف أتخلص من حجارة روحى التى تتكبكب - داخل نفسى -

كيف أصرخ على جبل نفسى المدنس

أنا المملوء بالبراءات

والإثم

لا زمن لى

ولا وقت لدىَّ

الوجود نفسه فارغٌ

والحياة عبث

والموت عبث

والعالم لا شىء!!



[34]

لا جديد تحت هذه السماء الواطئةِ

ومثل كل يوم

الشجرة لها نفس الملمس

والقمر له نفس الهيأة

نفس المجرة

ونفس الأرض

سيعملان - معاً - وبموتورات الجاذبية وسيدوران إلى أن تنطفىء الشمس

ويظلم الليل

أسير فى الطرقات ولا أسمع سوى عواء الكائنات الضالة مثل

سردينات هائلة

فى علب من الصفيح المشرشر

أنظر إلى الشوارع التى تضيق أو تنفرج كالأرحام

أنا بهلوان الموت المفاجىء

وضحكة الموت البرىء.


[35]

مثل سمكةٍ

أتبلبط على الأرض

وعلى القاع

أتأمل كم هو عميق وهزلى كل هذا الموت

لا أحد يعي

ولا أحد يحسُّ

مثل فراشةٍ

ذائبة

أضيء أو أنطفيء

ألملم الظلمة المعادية فى سراويلى الجافة

وفى...

أحذيتى البلاستيكية أكوِّم الهاوية مثل الرملِ

والحصى

وألقى بها

إلى النفايات.











[36]

هل العقل فعلا أساس كل شىء

وماذا

عن المادة الحيَّة

والمادة الميتة على السواء؟!

كيف أتفرس جيداً فى أسنان الموت - المتوحشة - ولا أهتمُّ ؟

كيف أحدق ملياً

بعينين

غائرتين

إلى القاع

ولا أبالى؟

إلى العدم

إلى العدم

أيتها الظلمة المعادية

إلى العدم أيها النور الخائن

أنا شكل نفسى

ثم لا شىء.














[37]

هدأت العاصفةُ

وها هى سفن القاع تعلو

الليل أثر الليل

والنهار أثر النهار

بلا بدايةٍ نأتى

وبلا

نهاية نمضى

هذه هى دورة الأشياء كلها

هذا هو العالم ولا شىء بعد

من يوقف تلك العجلة الجهنمة؟ من يعمل على إيقاف تلك

الطاحونة الحمراء؟

من يصمد أمام تلك الدائرة اللعينة؟

من هو الذى يعرف ليقول

من هو الذى رأى ليحدث؟

من يضع خاتمة لكل شىء

وأى شىء؟

الموتُ/الحياةُ/النومُ/اليقظةُ/الليلُ/النهارُ/

البياضُ/الظلمةُ/

الخيرُ/الشرُ.....

الألمُ/الفرحُ.... إلخ إلخ

أين تذهب هذا المساء؟






[38]

كيف أصعد إلى السماء  لأنظر ماذا تحتوى؟

كيف أحصى عدد ذرات الأرض ولا يصيينى القرف؟

يا هوائيات السديم الأعظم

ماذا هنالك بعد الروح

والموت؟

كم دورةٍ سوف نأتى؟

انسحقت مثل غيمة وما عرفت

أيها الموتُ

اترك

لى

سراويلى؟!

[39]

أمسك هذا الفراغ الهائل بأسنانى

وأنتشل غرقاى من اللجة

وأبحث عن جزيرةٍ

- نائية -

لأقيم فوقها شرائعى

أنا إله الجسد

ولا معنى لحقيقة الروح هذه

لم يعد هذا الهواء ملائماً لى

العالم

ملوثٌ بالخيانات

والحصى

أنا تمثال الضغينة المنكسرُ.




[40]

كيف أقبض بيدىَّ - الكليلتين - على هذا العالم مثل رغوةٍ

وبحركة واحدة أفركه بين أصابعى وأذريه كالنفايات ثم أجلس على حصيرةِ

الفراغ لأغنى أغنيتى الأخيرة تحت سموات العدم هذه فلا سماء لى لآوى

إليها ولا أرض هناك لتحتوينى ولا جبل - لي - ليعصمنى من الماء ولا ظل

هناك فى الفلوات لأرتكن عليه.











 
نشيد آدم ( من ٣١ حتى ٤٠ ) بقلم محمد آدم / مصر Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 23 فبراير Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.