ستموت لا محالة..بقلم سوسن محمود نوري / مصر

ستموت لا محالة
أيّها المقرفص وسط الدرب
سيزرعون على قلبك نبات الدّفلى
أو زيتونا يظلّهم اذا يوما عادوك
سيقرأون ما تيسّر من رباعيّات الخيّام
يلبسونك شرنقة حديد
عند أوّل نقطة تفتيش
يقولون علبة تونا و يأكلونك
يرمون ما تبقى منك على جبل ثلج أحمر
على طاعون أسمر
ستموت لا محالة
أيّها الجنديّ
سيشدّونك إلى صليب تراب
تحت غيمة عذراء
يجعلونك ستارا لمزاد علني
يقايضك بسبحة صينية شيخ في التسعين
يختار لك زاوية داخل مقهى
يرافقك فيها كلّ ما تحب
ناديك العاصمي
قهوة من نواة التمر
و بعض من بومدين
ستموت لا محالة
أيّها القابع على الركح
يقولون الضحك صمّام الشفاء
يقتلعون سهام الضوء من عينيك
يرتجلون شخصيات مقنّعة
الفنّان رجل يكتب للرجال
سحريّة لحظة وضع مكياج المهرّج
سحريّ أكثر الأبيض يخفي أخاذيذ الألم
فلتبدأ الأوبرا
لا مكان للكوميديا
و ليقتل (كانيو )* بمزج من حقيقة و تمثيل
زوجته
حبيبها
الزملاء
الأحلام على المقاعد
طوابير الأفكار العواقر
ستموت لا محالة
أيّها الرغيف الحارق
خبّاز يربطك بخيط حذاء
الى الهلال أعلى المئذنة
تنضج
فتجتاحك جيوش نمل ناري
النجوم شهود زور كعادتهم
يقولون:انتحر رغيف بسبب الجوع
ستموت لا محالة
أيّها الموت
ستموت
__________________
*بطل أوبرا المهرّج لليونكافالو