داخِلَكِ... خارجَكِ ...بقلم هيثم الأمين / تونس
العالم و أنا داخِلَكِ
لا يُشبهُ، أبدا، هذا العالم و أنا خارجكِ.
و أنا داخِلَكِ،
كان العالم غريبا كحكايات الأطفال؛
و أنا داخلكِ
تفكّ البيوت أزرار قمصانها
و تهدي شرفاتها العارية وجبة للشّمسْ؛
تتزحلق السّيّارات على الأفعوانيّة الإسفلتيّة
و ترتطم
و تضحك؛
تواصل الدرّاجات النّارية ركضها بمحاذاة المعبّد،
الذي يدخّن، بشراهة، إشارات المرور،
لتحافظ على رشاقة أجسامها؛
الرّصيف،
المعتوه،
يشغّل صوت الحيّ الشّعبيّ على أقصاه
و يرقص عاريا !!
تبتسم،
في خجل،
واجهات المحلّات من الرّقص الفوضويّ للرّصيف العاري
و توشوش فيما بينها ما يحدثُه عريه من إثارة لزجاجها المتصلّب؛
الأشجار،
التي تبدو مسالمة جدا،
تصير انتهازيّة
و تؤجّر أغصانها مفروشة،
بالسّاعة،
لكلّ عصفورين عاشقين هاربين من معتقدات السّربْ
و من ضرورة الرّبيع لتبادل قبلة؛
أكداس القمامة،
المنسيّة عند رجليْ كلّ رصيف يرفع لافتة
" لا ترمي الزبالة هنا"
-دون احترام لتصريف الفعل في الأمر-
و يتفوّه بكلمات بذيئة لنفس السّبب،
تصير لوحات تجسّد حضارة الانسان المستهلك
و تتسابق قطط و كلاب الحيّ من أجل أخذ صور سيلفي معها
و المآذنْ
تلقي التّحايا على السّماء
و على عينيك.
العالمُ و أنا الـ "خارجَكِ" تماما
يفقد كلّ مرحه،
يجرّ خلفه ظلاله الثقيلة طول النّهار
و في الليلْ،
يرتاد الحانات الرّخيصة ليسكرْ.
أنا...
أترنّح على حبل العمر
و أحلم بأن أسقط أقلّ عدد ممكن من المرّاتْ
و أدخّن الكثير من أصابعي على ضفاف سرّتك التي لا أصل إليها.
داخِلَكِ... خارجَكِ ...بقلم هيثم الأمين / تونس
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
08 أبريل
Rating:

ليست هناك تعليقات: