طفل دون التاسعة بقلم جمال النايف سوريا


كنت صغيرا دون التاسعة
حينها كنت أجهل تماما ماتعنيه الكتابة ؟
وماذا يعني الشعر ؟
وكيف تشرق الشمس؟
وكيف تغرب؟
كنت صغيرا دون التاسعة عندما توفي جارنا العجوز
كنت أجهل تماما أين خبأه أهل القرية.
لم نكن نأبه لأحاديث الكبار عن المواشي
او حتى لحديثهم عن مواسم القمح والشعير وأكداس العدس
كان يبكي كثيرا قلبي
كلما مررت بجانب بيت ذاك العجوز
الذي فقدناه في القرية
كان كل همنا متى ينزل المطر
وأول منطقة تخضر في القرية بعد المطر
ننتظر الثلج لنصطاد العصافير
فقط لنظهر مهاراتنا في الصيد
كنت صغيرا دون التاسعة
حين اشترى والدي سيارة ((البيجو ))
حينها ارادني أن أقودها
كم ظننت أن قيادة السيارة هي في المقود فقط
لم تصل قدمي حينها لدواسة البنزين او حتى الفرامل
جلست بحجر أبي
هو يدوس الفرامل والدواسات الأخرى
وأنا أمسك بالمقود أحرك نحو اليمين واليسار
عدنا إلى البيت فاستلم زمام الأمور
كل الأمور
إلى أن رحل عام ٢٠٠٩ م
كما رحل ذاك العجوز
هنا لم يبك قلبي فقط
بكيت بأعلى صوتي
مازلت ذاك الطفل دون التاسعة
أشخبط على وجه أوراقي كل يوم
وأمسح عن وجهي الحزن وأمضي..

طفل دون التاسعة بقلم جمال النايف سوريا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 03 سبتمبر Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.