ما يثير دهشتي حقاً ....بقلم كوثر وهبي / سوريا

ما يثير دهشتي حقاً
أنني لا أرى ذاتي بشكلٍ صحيح
أكثر المرايا خادعة
والضوء المسفوح على وجهي
يعمي بصيرتي أحياناً
وأحياناً أراني بعيدة كلياً
تغيبُ تفاصيلي ...
أو أقتربُ مني أكثر مما يجب
فتغيِّم الرؤية .. وتنكأ الفكرةَ
كقشةٍ في عين السؤال ..
للأسئلة مدارات النور
لكن الأجوبة معتمةٌ وغائبة
لا أجيد الغوص في المعاني الغائرة
في عمق الأسئلة .. أحبذ البساطة
وعدم التفلسف بألفاظ ثقيلة ..
ما يعنيني ، أن تستمع جيداً لصهيل وجعي
أن تراني أعمق مما يدور حولنا من خواء
أن تصقل مرآة روحك بالمحبة ، كي أراني بك
عاريةً من كل دنسِ الوجود ومن كلِّ الذنوب
وأراكَ بكلِّ صدقِ روحي واتساعي ..
ما يعنيني أن تتوحد موسيقى أرواحنا
فنرتقُ بالحبِّ كلَّ الثقوب المفتوحة على الألم
ونمسحُ على ندوبِ حروبنا الصغيرة بنورِ أيادينا
نتحادث من دون كلمات .. كأن نحدق بعيوننا
بعيداً إلى الداخل .. إلى حيث أكون وتكون
طفلين من حرير وبنفسج وندى
ما يعنيني أن أكون أنت وتكونني ..
هكذا بلا مقدمات باذخة
ولا كلماتٍ فضفاضة .. فقط
أن تقول أحتاجكِ .. وأقول أحتاجكَ ..
ككائنين يسبحان في فضاءٍ من خيبات
و أشواك ناعمة .. تلدغنا كلما
حاولنا الانفصال أو التنافر ..
هكذا فقط أراني بك ..
 هل تراني الآن ..؟.
::::
  8/4/2018
مُعاد ...