خارج الدفء ...بقلم هيثم الأمين / تونس
لا أشعر بالدّفء
و أنا أضاجع حبيباتي في عراء الحكاية؛
حبيباتي اللواتي اعتزلن الحبّ قبل بدء الحكايات
و قبل أن يجرّبن الرّكض على العشب الذي ربّيته على صدري.
أن تحبّك امرأة رائعة؛
و رائعة تعني أن تحبّ كلّ خطاياك
و أن تحبّ
صمتك المتحفّز للصّراخْ،
أصابعك التي قد تنشل منها فرحها،
بربريّتك و أنت تقتحم حزنها
لترتكب في حق شراشفها مجزرة سرير
و رأسك الثقيلة من فرط امرأة تعجّ بها ذاكرتك؛
كأن تدخل لعبة يناصيب مع مليون رجل
و تكون الفائز الوحيد !
و أنا،
و منذ أربعين عاما،
أبحث عن نرد مغشوش
ليمنحني الحظْ.
لا أشعر بالدّفء
كلّما قدّت امرأة قميص وحدتي
لتقلّم أحراش حزني
و تدسّ فيها نهر ثرثرة
و أغنية
و قبلة
فأنا رجلٌ متساقط في الهاوية
و أعواد ثقاب مبلولة
و كرّاس تلميذ كسول استلمه في آخر يوم من الصّفْ.
لا أشعر بالدّفء
فأنا رجل ضيّق جدا
لا يفاجئني الوقت البطيء
و لا أحلام لي لأبادلها برغيف خبز و علبة سجائر.
و لأنّي لا أشعر بالدّفء
أنتصب كعمود إنارة بعين مغمضة في المنعطف
و أبكي على القبلات المهدورة...
خارج الدفء ...بقلم هيثم الأمين / تونس
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
28 مارس
Rating:
ليست هناك تعليقات: