أحجارٌ تشبهنا ....بقلم مؤمن سمير/ مصر
" أحجارٌ تشبهنا "
سَتَّفْتُ أحجاراً عريقةً
وضربتُ بقوةٍ و اعتزاز.
كنتُ أودُّ تحطيم غرورِ الساقِ
التي مَرَّ عليها أيامٌ
ولم تبكِ في حضني مثل إخوتها
فقلتُ ألصقها في ملامحِ هذه الصخرة
ليظنَّ الأولادُ أنها نتوءٌ قبيحٌ
في حائطِ بيتٍ
يكتبونَ على شرفتهُ عباراتهم الغائرة
ويسبُّونَ على أيامهِ الاحتلالَ و القَدَر...
لكنَّ الخيانة هذه المرة
أن الساقَ قالت أتفتَّتُ
وأعودُ لجذوري...
صارت مسحوقًا خبيثاً
يلتصقُ بالذراعِ
فتسقطُ...
وبالأخرى و بالعيْنِ...
الأنف و الجذع...
........
انهرتُ تمامًا
وانفضَحَت الشقوقُ
التي كنتُ أُعِدُّها جيوبَ مقاومةٍ
إزاءَ زلزال الشارعِ المجاورِ...
و الناسُ؟
مَرَّ الناسُ سريعاً
ولم يكلفوا عزمهم
عناءَ تجميعي في الجيوبِ
و الأكياسِ...
أو حتى ملاحظةِ ساقٍ وحيدةٍ
عندها بقايا كبرياء
و مرسومٌ عليها كل مشاويرِ
الحروبِ
و صالات الرقصِ
و الأصوات...
... وفردة عَيْنٍ
تجوسُ فيها قراصنةٌ و مخالِبُ
وتَفْرِدُ في الشمسِ عناقاً مفلوتاً
بدونِ أشباحٍ ولا عِواءٍ...
... مركونينَ على حجرٍ
يغني لهما
بصوتٍ
مبحوحٍ...
أحجارٌ تشبهنا ....بقلم مؤمن سمير/ مصر
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
22 يوليو
Rating:
ليست هناك تعليقات: